للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الريح، فلعله يريد أن السفن تمخر من الريح، وإن صغرت أي: تصوت.

والريح لا تمخر، أي لا تصوت إلا من كبار السفن: لأنها إن كانت عظيمة صوت الريح، فأسقط مجاهد {فِي} فيقرأه {الفُلْكَ} بالنصب، وفي خفضه قول آخر، ليس ببين، وتصحيح الكلام: فلا تمخر الريح من السفن إلا العظام.

وحديث الخشبة في الذي تسلف المال وأرسله في البحر فيه إباحة التجارة فيه وركوبه.

قَالَ الداودي: وأتى به، لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليتحدث بما لا فائدة فيه، فذكره ليتأسى به، ويرد قول من منع ركوبه، في إبان ركوبه وهو قول يروى عن عمر أنه كتب إلى عمرو بن العاصي يسأله عن البحر، فقال: خلق عظيم، يركبه خلق ضعيف، دور (١) عَلَى عود، فكتب إليه عمر أن لا يركبه أحد طول حياته (٢)، فلما كان بعد عمر لم يزل يركب حَتَّى كان عمر بن عبد العزيز فاتبع فيه رأي عمر، وسيأتي هذا في الجهاد في باب ركوبه (٣) إن شاء الله.

منع عمر إنما كان لشدة شفقته عَلَى المسلمين، ولما حفر عمرو بن العاص البحر ووصله إلى عمر خرج إليه واستبشر بما حمل إليه من الميرة وغيرها، وكان ذلك عن إذنه، كما ذكره ابن عبد الحكم وغيره. وإذا كان الرب جل جلاله قد أباح ركوبه للتجارة، فركوبه للحج والجهاد أجوز،


(١) كذا بالأصل، وفي "ثقات ابن حبان" ٢/ ٢٢١، و"عمدة القاري" ٩/ ٢٥٩: دود.
بدالين بينهما واو.
(٢) ذكره ابن حبان في "الثقات" ٢/ ٢٢١
(٣) انظر: حديث أنس الآتي برقم (٢٨٩٤ - ٢٨٩٥) باب: ركوب البحر. وشرح المصنف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>