للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومعانقته للحسن فيه إباحة ذلك لغيره، واستحب سفيان معانقة الرجل للرجل، وكرهها مالك وقال: هي بدعة (١)، وتناظرا فيها فاحتج سفيان بأنه - عليه السلام - فعل ذلك بجعفر (٢)، فقال مالك: هو خاص له، فقال: ما يخصه بغير ذلك؟ فسكت مالك.

واللُكَعُ: أسلفنا أنه الاستصغار، ويقال: اللؤم. وقال أبو عبيد: هو عند العرب العبد (٣). وهو في قول الأصمعي: الصبي الذي لا يتجه لمنطق ولا غيره، مأخوذ من الملاكيع، يعني: التي تخرج مع السلا من البطن. قال الأزهري: والقول قول الأصمعي، ألا ترى أنه - عليه السلام - قال للحسن وهو صغير: "أين لكع" (٤) أراد به لصغره لا يتجه لمنطق


(١) انظر: "المدخل" لابن الحاج ٢/ ٢٩٥.
(٢) ورد بهامش الأصل ما نصه: والسنة معانقة القادم من سفره.
قلت: وحديث جعفر رواه أبو يعلى ٣/ ٣٩٨ (١٨٧٦) من طريق إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن عامر، عن جابر قال: لما قدم جعفر من الحبشة عانقه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال الهيثمي في "المجمع" ٩/ ٢٧٢: رواه أبو يعلى، وفيه: مجالد بن سعيد، وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ورواه الطبراني ٢/ ١٠٨ (١٤٧٠) من طريق مخلد بن يزيد، عن مسعر بن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: لما قدم جعفر … الحديث، بنحوه.
ورواه العقيلي في "الضعفاء" ٤/ ٢٥٧، والصيداوي في "معجم الشيوخ" ص ١٧٠ - ١٧١ من طريق مكي بن عبد الله الرعيني، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن جابر، الحديث، لكن ليس فيه ذكر المعانقة، وإنما ذكرته؛ لأن في إسناده سفيان، وهو المناظر لمالك، فيما ذكره المصنف.
والحديث روي من طرق أخرى، انظرها في "نصب الراية" ٤/ ٢٥٤ - ٢٥٥، و"البدر المنير" ٩/ ٥١ - ٥٣، و"الدراية" ٢/ ٢٣١ - ٢٣٢، "تلخيص الحبير" ٤/ ٩٦. وصححه الألباني في "الصحيحة" (٢٦٥٧).
(٣) "غريب الحديث" ١/ ٣٣٠.
(٤) سيأتي برقم (٥٨٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>