للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على أن يكف عن دمائهم وأموالهم، فجلوا عن ديارهم، وكفى الله المؤمنين القتال، وكانت أرضوهم وأموالهم مما لم يوجف عليها بقتال مما انجلى عنها أهلها بالرعب، فصارت خالصة لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يضعها حيث شاء.

قال ابن إسحاق: ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان أسلما على أموالهما فأحرزاها، قال: ونزلت في بني النضير سورة الحشر إلى قوله: {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} (١) [الحشر: ٣] أي: بالقتل والسبي، ولهم مع ذلك في الآخرة عذاب النار. وقوله: {لِأَوَّلِ الحَشْرِ} [الحشر: ٢] يعني: الشام الذي جلا أكثرهم إليه؛ لأنه روى في الحديث أنه تجيء نار تحشر الناس إلى الشام (٢)، ولذلك قيل في الشام: إنها أرض المحشر (٣).


(١) انظر: "سيرة ابن هشام" ٣/ ١٩٤ وفيه أنها نزلت بأسرها.
(٢) رواه الترمذي (٢٢١٧)، أحمد ٢/ ٨ وأبو يعلى في "مسنده" ٩/ ٤٠٥ (٥٥٥١)، عن ابن عمر بلفظ: "تخرج نار من حضرموت فتسوق الناس" قلنا: يا رسول الله، ما تأمرنا؟ قال: "عليكم بالشام".
وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.
وأورده الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ٦ أو قال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (١٨٠٥).
(٣) في هامش الأصل: ثم بلغ في الستين. كتبه مؤلفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>