للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والنُّشُوز: أصله الارتفاع، وإذا أساء عشرتها ومنعها نفسه والنفقة فهو نشوز، وقال ابن فارس: نشز بعلها إذا ضربها وجفاها (١).

وقوله: ("والصلح خير") أي: من الفرقة، حُذف لعلم السامع وقرأ الكوفيون: {أَنْ يُصْلِحَا} [النساء: ١٢٨] بضم الياء، وقرأ الجحدري: {أَن يَصَّلِحا} والمعنى: يصطلحا، ثم أدغم (٢).

ولا شك أن الصلح في كل شيء خير من التمادي على الخلاف والشحناء والمباغضة التي هي قواعد الشر، والصلح وإن كان فيه صبر مؤلم فعاقبته جميلة، وأمرُّ منه وشرٌّ عاقبة العداوة والبغضاء، وقد قال

- عليه السلام - في البغضة أنها الحالقة يعني: حالقة الدين لا الشعر (٣).

أراد الشارع أن يطلق سودة لسن كان بها فأحست منه ذلك، فقالت له: قد وهبت يومي لعائشة، ولا حاجة لي بالرجال وإنما أريد أن أحشر في نسائك، فلم يطلقها واصطلحا على ذلك.

ودل هذا أن ترك التسوية بين النساء وتفضيل بعضهن على بعض لا يجوز إلا بإذن المفضولة ورضاها، ويدخل في هذا المعنى جميع


(١) انظر: "مختصر شواذ القرآن" ص ٣٦، "المحتسب" ١/ ٢٠١.
(٢) قطعة من حديث إفشاء السلام وفيه: "إياكم والبغضة" فذكره وقد روي عن أبي هريرة والزبير بن العوام وابنه، فأما حديث أبي هريرة فرواه البخاري في "الأدب المفرد" (٢٦٠)، وقال الألباني في "الإرواء" ٣/ ٢٣٧: إسناده صحيح وأما حديث الزبير فرواه الترمذي (٢٥١٠)، وأحمد ١/ ١٦٥، وغيرهم من طرق عن مولى لآل الزبير وفي بعض الطرق سقط مولى آل الزبير من الإسناد.
وأما حديث ابن الزبير فرواه البزار في "مسنده" ٦/ ١٩٢، وقال الهيثمي في "المجمع" ٨/ ٣٧: رواه البزار بإسناد جيد. وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" (٢٠٣٨) بمجموع طرقه.
(٣) "المدونة" ٢/ ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>