للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبعض المرجئة (١)؛ حيث قالوا: إن الإيمان قول باللسان دون عقده بالقلب، وفي الآية دلالة للمذهب الصحيح المختار الذي عليه الجمهور أن أفعال القلوب إِذَا استقرت (يؤاخذ بها) (٢) وأما قوله


=وقال الحافظ في "اللسان" ٥/ ٣٥٦: قال أبو بكر محمد بن عبد الله: سمعت جدي العباس بن حمزة وابن خزيمة والحسين بن الفضل البجلي يقولون: الكرامية كفار يستتابون، فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم.
(١) الإرجاء على معنيين:
أحدهما: بمعنى التأخير كما في قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} [الأعراف: ١١١].
أي: أمهله وأخره.
والثاني: إعطاء الرجاء.
أما إطلاق اسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول فصحيح؛ لأنهم كانوا يؤخرون العمل على النية والعقد.
وأما بالمعنى الثاني فظاهر؛ فإنهم كانوا يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
وقيل: الإرجاء تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة، فلا يقضى عليه بحكم. "الفرق بين الفرق" ص ٢٥، "الملل والنحل" ص ١٣٩.
وقد رويت عدة أحاديث في ذمهم، منها ما رواه الترمذي (٢١٤٩)، وابن ماجه (٦٢)، وابن عدي ٦/ ٣٣٢ عن ابن عباس مرفوعًا: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية". قال الترمذي: حديث حسن غريب، وضعفه الألباني في "ضعيف ابن ماجه" (١٠).
ومنها ما رواه العقيلي في "الضعفاء" ٢/ ١٢٣، وابن أبي عاصم في "السنة" (٩٤٩) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده مرفوعًا: "صنفان من أمتي لا يردان على الحوض القدرية والمرجئة". صححه الألباني في "الصحيحة" (٢٧٤٨).
وفي الباب عن سهل بن سعد وابن عمر وأبي سعيد الخدري وجابر وأبي أمامة.
ولكن أغلبها أحاديث ضعاف.
(٢) في (ج): يؤخذ بها.