للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ سعيد بن جبير: لما نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: ١٠] أمسك الناس فلم يخالطوا اليتامى في طعامهم حَتَّى نزلت: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اليَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} (١) [البقرة: ٢٢٠] وليس في القرآن ويسألونك إلا ثلاث عشرة مسألة من قلة ما كانوا يسألونه، وقد بسطت الخلاف في حد الصغيرة والكبيرة في "شرح المنهاج" وقل ما سلم منها، والإصرار على الصغائر أن يتكرر مثله تكررًا يشعر بقلة مبالاته إشعار مرتكب الكبيرة، ومثله إجماع صغائر مختلفة الأنواع بحيث يشعر مجموعها بما يشعر به أصغر الكبائر، وقيل: إنه استمرار العزم على المعاودة أو استدامة الفعل بحيث يدخل فيه ذنبه في حيز ما يطلق عليه الوصف لصيرورته كبيرًا عظيمًا، وليس لزمنه وعدّه حصر، وقيل: إنه يمضي عليه وقت صلاة وما استغفر من ذَلِكَ الذنب. قَالَ ابن مسعود: الكبائر جميع ما نهى الله عنه من أول سورة النساء إلى قوله: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} (٢) [النساء: ٣١] وعن الحسن هي كل ذنب ختمه الله بنار أو لعنة أو غضب (٣).

وعن ابن عباس: كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة (٤)، وبه قَالَ الأستاذ


(١) "تفسير الطبري" ٢/ ٣٨٢ (٤١٨٧) عن سعيد بنحوه، ورواه الطبري عن سعيد ابن عباس ٢/ ٣٨٢ (٤١٨٥، ٤١٨٦)، و ٢/ ٣٨٣ (٤١٩٢، ٤١٩٦).
(٢) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٤/ ٣٩ - ٤٠ (٩١٦٩ - ٩١٧٩) وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٣/ ٩٣٤ (٥٢١٤).
(٣) روي عن ابن عباس كما عند الطبري في "تفسيره" ٤/ ٤٤ (٩٢١٣)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" أيضًا ٣/ ٩٣٤ (٥٢١٥) وقال ابن أبي حاتم بعده وروي عن الحسن نحو ذلك.
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" ٤/ ٤٣ (٩٢٠٢ - ٩٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>