للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

- صلى الله عليه وسلم -: "ففيهما فجاهد" (١).

الجواب الثاني: أن لفظة "من": مراده، والمراد: من أفضل الأعمال كما يقال: فلان أعقل الناس، والمراد: من أعقلهم، ومنه الحديث: "خيركلم خيركم لأهله" (٢) ومعلوم أنه لا يصير بذلك خير الناس، وكقولهم: أزهد الناس في العَالِم جيرانه (٣).


= بالعقر، فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافًا وثقالًا، شبابًا وشيوخًا، كل على قدر طاقته، من كان له أب بغير إذنه ومن لا أب له، ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج من مقاتل أو مكثر. اهـ. "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ١٥١ وأما قول المصنف -رحمه الله- والعياذ بالله، يستعيذ بالله مما يتعين به الجهاد، ألا وهو هجوم عدو أو فرض عدو سيطرته على بلد من البلاد، وذلك أيضًا من باب حديث عبد الله بن أبي أوفي الآتي (٢٩٦٥ - ٢٩٦٦) والذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: "أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية … " الحديث.
(١) سيأتي برقم (٣٠٠٤) كتاب: الجهاد والسير، باب: الجهاد بإذن الأبوين، ورواه مسلم (٢٥٤٩) كتاب: البر، باب: بر الوالدين وأنهما أحق به. من حديث عبد الله ابن عمرو.
(٢) رواه الترمذي (٣٨٩٥)، والدارمي ٣/ ١٤٥١ (٢٣٠٦)، وابن حبان ٩/ ٤٨٤ (٤١٧٧)، والقزويني في "التدوين" ٣/ ٤١٣ - ٤١٤ من حديث عائشة، وصححه الألباني في "الصحيحة" (٢٨٥).
وفي الباب من حديث ابن عباس وأبي كبشة الأنماري والزبير بن العوام وأبي هريرة ومعاوية وعبد الرحمن بن عوف.
انظر: "مجمع الزوائد" ٤/ ٣٠٣، "السلسلة الصحيحة" (١١٧٤، ٢٦٧٨).
(٣) حديث موضوع، رواه عن جابر ابن عدي في "الكامل" ٨/ ٩٤، ورواه عن أبي
هريرة أبو نعيم في "أخبار أصبهان" ١/ ٨٣ - ٨٤، ١٧١.
وفي الباب عن أبي الدرداء، وهو موضوع من طرقه الثلاثة كذا قال الألباني في "الضعيفة" (٢٧٥٠) فانظره. ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" ٦/ ٢٠٤ (٧٩٠٩) عن الحسن قال: أزهد الناس في عالم جيرانه، وشر الناس لميت أهله يبكون عليه ولا يقضون دينه.