للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والله ربك إن قتلت لمسلما … حلّت عليك عقوبة المتعمد (١)

وكانت عائشة - رضي الله عنها - (٢) على جمل يسمى عسكر، كان ليعلى (٣) بن مُنْيَة، أعطاها إياه، وكان اشتراه بمائتي دينار، فقامت عليه، وقصد أصحاب علي الجمل الذي هي عليه، فكان كل من أخذ بذمامه قتل ثم أخذه عبد الله بن الزبير فقالت: مَنْ هذا، قال: عبد الله، قالت: واثكل أسماء، فقاتله مالك بن عبد الله الأشتر النخعي فتجالد مع ابن الزبير حتى انقطعت أسيافهما وتعانقا، فجعل عبد الله يقول: اقتلوني ومالكًا، وجعل مالك يقول: اقتلوني وعبد الله، ولم يقدر لمالك أن يقول: اقتلوني وابن الزبير، ولا لابن الزبير أن يقول: والأشتر، ولو قال أحدهما لهجما عليهما الفريقان حتى يقتلا؛ لأن كلَّ واحدٍ منهما أمسك القتال على حزبه فأنجيا جراحًا وعرقب الجمل، وبادر محمد بن أبي بكر فأنزل أخته وكان مع عليٍّ؛ لأنه ربيبه، فجهزها علي بأثني عشر ألف درهم وصرفها إلى المدينة. وكان عبد الله بن جعفر ولي اشتراء جهازها، فاشترى لها ثلاثمائة ألف


(١) وررد بهامش الأصل ما نصه: قد كتبت هذِه الأبيات من "الاستيعاب"، والبيت الثالث أنشده شيخنا في هذا الشرح:
ثكلتك أمك إن قتلت لفارسا … بطلًا جريا يا ابن فقع القردد
وأنشد البيت الرابع أيضًا.
هل ظفرت بمثله … فيمن يروح ويغتدي
ولم يذكر شيخنا البيت الثالث في الأصل، فكان ينبغي أن أكتب الأبيات من الشرح، لكن كما اتفق.
(٢) ورد بهامش الأصل ما نصه: وأما القرطبي في "التذكرة" فنقل ذلك أعني مائتين عن أبي عمر، ثم نقل عن بعضهم بثمانين، ثم قال: والأول أصح، يعني: بمائتين.
(٣) ورد بهامش الأصل: كذا في "الاستيعاب" في ترجمة يعلق، وكتب ابن الأثير: تجاهه بثمانين.

<<  <  ج: ص:  >  >>