للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الوجه الثالث: أنه وارد في منافق بعينه، وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يواجههم بالصريح من القول وإنما يشير إليهم بالإشارة والعلامة.

وقال حذيفة: ذهب النفاق، وإنما كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكنه الكفر بعد الإيمان، فإن الإسلام شاع وتوالد الناس عليه، فمن نافق فهو مرتد (١).

رابعها: إنه محمول على من غلبت هذِه الخصال عليه وهذا سلف، فحذر المسلم من اعتياد هذِه الخصال؛ خوفًا من إفضائها إلى النفاق.

قَالَ الخطابي: وكلمة (إذا) تقتضي تكرار الفعل (٢).

وسُئل مالك رحمه الله عمن جرب عليه كذب، فقال: أي نوع من الكذب؟ لعله إذا حدث عن غضادة عيش سلف زاد في وصفه وأفرط في ذكره، أو عما رآه في سفره، فهذا لا يضره، إنما يضر من حدث عن الأشياء بخلاف ما هي عليه عامدًا للكذب.

قَالَ الخطابي وقد جاء في حديث: "التاجر فاجر" (٣) و"أكثر منافقي أمتي قراؤها" (٤)، ومعناه: التحذير من الكذب، إذ هو في معنى الفجور


(١) رواه ابن بطة في "الإبانة" (٩١٣)، أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢٨٠ والفريابي في "صفة المنافق" ص ١٣٨ - ١٤٠ (١١٤ - ١١٦)، الهروي في "ذم الكلام" (٩٥).
عن أبي الشعثاء، عن حذيفة.
(٢) "أعلام الحديث" ١/ ١٦٨.
(٣) رواه الترمذي (١٢١٠)، وابن ماجه (٢١٤٦) عن اسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وضعفه الألباني في "ضعيف سنن ابن ماجه" (٤٦٧).
(٤) رواه ابن المبارك في "الزهد" (٤٥١)، ومن طريق أحمد ٢/ ١٧٥، والبخاري في "التاريخ الكبير" ١/ ٢٥٧ (٨٢٢)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٥/ ٣٦٣ (٦٩٥٩) عن عبد الرحمن بن شريح، عن شراحيل بن يزيد، عن محمد بن هدية، عن عبد الله =