للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأقرب ولما لم يكن بينهما نبي كانا كأنهما في زمن واحد.

وأولاد العلات بفتح العين المهملة وتشديد اللام هم أولاد الرجل من نسوة شتى، سموا بذلك؛ لأنهم أولاد ضرائر والعلات الضرائر، وقيل: لأن التي تزوجها على الأولى كانت قبلها ثم عل من هذِه، والعلل الشرب الثاني يقال: علل بعد نهل.

وفي "التهذيب" هما أخوان من عَلَّة، وهما ابنا علة، وبنو علة وهم من علات، والعلة الرابة (١).

قال في "المحكم": وجمع العَلَّة العلائل (٢)، زاد في "التهذيب" الأخياف عكسهم، الأم واحدة والآباء مختلفون، وبنو الأعيان إخوة لأب وأم واحدة.

ومراد الحديث أن أصل دينهم واحد، وان كانت شرائعهم مختلفة وأزمانهم أيضًا، فهم أولاد علات من حيث إنهم لم يجمعهم زمن واحد كما لم يجمع أولاد العلات بطن واحد.

فإن قلت: قد ذُكر بعد عيسى أنبياء؟

قلتُ: لم يصح، وهذا الحديث أصح فالاعتماد عليه، وإن جوزنا وجود نبي بعد عيسى فهو كالتبع له والداعي إلى دينه لا ينقص شيئًا مما قرره، فليس هو بنبي ذي شرع متجدد.

وقوله: ("دينهم واحد") أي: التوحيد دون الفروع للاختلاف فيها، قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: ٤٨].


(١) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٥٥٢.
(٢) "المحكم" ١/ ٤٦ مادة (علَّ).

<<  <  ج: ص:  >  >>