للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث سلف في الصلاة في باب الصلاة في البيعة (١)، ومعنى طلق: ظل، والخميصة: كساء أسود معلم فإن لم يكن معلمًا فليس بخميصة ويكون من خز أو صوف، وقد سلف.

الحديث السادس:

حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأنبِيَاءُ، كلَّمَا هَلَكَ نَبِي خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ". قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ".

هذا الحديث أخرجه مسلم أيضًا (٢) والسياسة: القيام على الشيء والتعهد له بما يصلحه، وقوله: ("فوا")، وهو من وفى يفي، ويقال: أوفى يوفي بمعناه.

وقوله: ("أعطوهم حقهم") يعني: السمع والطاعة والنصيحة والذب عنهم نفسًا وعرضًا وشبهها، وفيه: جواز قول: هلك، تبعًا للقرآن، وذلك أن بني إسرائيل كانوا إذا ظهر فيهم فساد وشبهه بعث الله لهم نبيًّا يقيم لهم أمرهم ويزيل ما غيروه وبدلوه من أحكام التوراة، فلم يزل أمرهم كذلك إلى أن قتلوا يحيى وزكريا، فقطع الله ملكهم وبدد شملهم إلى زمن عيسى ونبينا، فكذبوهما فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين، وهو في الدنيا ضرب الجزية ولزوم الصغار والذلة ولعذاب الآخرة أشق، ولما كان نبينا آخر الأنبياء بعثًا وكتابه لا يقبل التغيير؛ لأن الله تولى كلامه جعل علماء


(١) سلف برقم (٣٤٥، ٤٣٦).
(٢) مسلم (١٨٤٢) كتاب: الإمارة، باب: وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>