للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمته قائمين ببيان مشكله وحفظ أحكامه وحدوده كما روي: "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل" (١) فاكتفى بعلمائها عما كان من توالي الأنبياء عندهم.

وقوله: ("لا نبي بعدي")، هو عام في الأنبياء والرسل؛ لأن الرسالة من لازمها النبوة، تؤيده رواية الترمذي: "لا نبي بعدي ولا رسول" (٢).

وقوله: ("وسيكون بعدي خلفاء")، قال ابن خالويه في كتاب "ليس": الخليفة من استخلفته، فإن لم تستخلفه وجلس في مكانك بعدك فهو خالفة، فمن هذا يقال لأبي بكر - رضي الله عنه -: خالفة رسول الله ولا يقال: خليفة. قال: وقد قال له رجل: يا خليفة رسول الله، فقال: لست (خليفته) (٣) إنما أنا خالفة، وهو غريب منه لا يسلم له.

وقوله: ("فيكثرون")، هو بالمثلثة وصحفه بعضهم بالباء الموحدة كأنه من إكبار قبيح فعلهم، وفيه: معجزة ظاهرة بإخباره عن الغيب، فقد بويع لابن الزبير بالخلافة، وبويع لعبد الملك بالشام، وبويع لشبيب وقطري في زمن واحد، وبعدهم بنو العباس بالعراق، وبنو مروان بالأندلس، وبنو عبيد بمصر، وبنو عبد المؤمن بالمغرب.


(١) ذكره السخاوي في "المقاصد الحسنة" (٧٠٢) والسيوطي في "الدرر المنتثرة" (٢٩٤) والعجلوني في "كشف الخفاء" (١٧٤٤) والشوكاني في "الفوائد المجموعة" ص ٢٨٦ (٤٧) والألباني في "الضعيفة" (٤٦٦) واتفقوا على أنه لا أصل له. اهـ.
(٢) الترمذي (٢٢٧٢) بلفظ: "لا رسول بعدي ولا نبي" وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (١٦٣١).
(٣) في الأصل: خليفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>