للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هلك عمر. وأتي عمر بمجنونة زنت فأمر برجمها، فقال علي: مالك ولهذه؟ فتذكر وقال: لا شيء وأرسلها.

وقال ابن العربي: قد بينا فساد قول من ذهب إلا أن ذلك من صفاء القلب مما يتجلى فيه من اللوح المحفوظ، وأرى ذلك دعوى، ولو كان بالتجلي عند المقابلة بين الصافي الصقيل واللوح المحفوظ؛ لكان مطلعًا على جميع المعارف بمقابلة لحظة أو على جملة عظيمة لا مطلعًا على كلها، وإنما طريق ذلك أن الله يخلق في القلب الصافي (أو بواسطة) (١) إلقاء الملك إليه الكلمة كما يلقي الشيطان إلى الكاهن، وقد ينتهي الحال إلى أن يسمع الصوت، وقال بعضهم: يرى الملك، ولم أعرف ذلك الآن.

وقول عمر: (يا سارية الجبل)، منزلة عظيمة وكرامة ظاهرة، وهي في جميع الصالحين مطردة إلى يوم الدين (٢).

قال: وقوله: ("إن كان في أمتي هذِه منهم")، يشعر بقلة وقوع ذلك وندارته، وليس المراد بالمحدثين من يصيب فيما يظن؛ لأن هذا كثير في العلماء والأئمة والفضلاء، بل وفي عوام الخلق كثير ممن يقوى حدسه.

فتصح إصابته فترتفع خصوصية الخبر وخصوصية عمر بذلك. ومعنى هذا الخبر قد تحقق ووجد في عمر قطعًا، وإن كان - صلى الله عليه وسلم - لم يجزم فيه بالوقوع ولا صرح فيه بالإخبار؛ لأنه إنما ذكره بصيغة الاشتراط، وقد دل على وقوع ذلك لعمر حكايات كثيرة.


(١) في (ص ١): وبوساطة.
(٢) "عارضة الأحوذي" ٧/ ١٤٩ - ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>