للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[العنكبوت: ٤٣] أي: وما يعقل الأمثال إلا العلماء الذين يعقلون عن الله، وروى جابر أنه - صلى الله عليه وسلم - لما تلى هذِه الآية قَالَ: "العالم الذي عقل عن الله فعمل بطاعته واجتنب سخطه" (١).

ومعنى قوله: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ} [الملك: ١٠] الآية أي: لو كنا نسمع سمع من يعي أو يفكر أو نعقل عقل من يميز وينظر ما كنا من أهل النار، قاله الزجاج.

وروى أبو سعيد الخدري مرفوعًا: "إن لكل شيء دعامة، ودعامة المؤمن عقله فبقدر ما يعقل يعبد ربه، ولقد ندم الفجار يوم القيامة فقالوا: " {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ} " (٢) الآية.

وروى أنس مرفوعًا: "إن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنما يرتفع العباد غدًا في الدرجات، وينالون الزلفى من ربهم عَلَى قدر عقولهم" (٣).


(١) رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" ص ٢٦٠ (٨٤٥)، "المطالب العالية" ١٣/ ٧١٥ (٣٣٠٥)، والواحدي في "الوسيط" ٣/ ٤٢٠، والبغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٤٣.
قال الحافظ في "المطالب" ١٣/ ٧٢٥: هذِه الأحاديث من كتاب: "العقل" لداود بن المحبر كلها موضوعة ذكرها الحارث في "مسنده" عنه.
(٢) رواه الديلمي في "الفردوس" ٣/ ٣٣٣ (٤٩٩٩)، الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" ص ٢٦١ (٨٤٩).
(٣) رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" ص ٢٥٥ (٨٢٢).
قال الألباني في "الضعيفه" ١/ ٥٣ - ٥٤: ومما يحسن التنبيه عليه أن كل ما ورد في فضل العقل من الأحاديث لا يصح منها شيء، وهي تدور بين الضعف والوضع .. وقد قال العلامة ابن القيم في "المنار" ص ٢٥: أحاديث العقل كلها كذب.