للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومطابقة هذا الأثر للتبويب أنه جعل السيادة من ثمرات العلم فأوصى الطالب باغتنام الزيادة قبل بلوغ درجة السيادة، فإنه إِذَا كان العلم سببًا للسيادة فهو جدير أن يغتبط به صاحبه؛ لأنه سبب لسيادته.

رابعها:

معنى: (قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا): تعظموا، يقال: ساد قومه يسودهم سيادة وسؤددا فهو سيدهم، وسوده قومه فهو أسود من فلان، أي: أعظم منه، والمعنى: تعلموا العلم مادمتم صغارًا قبل أن تصيروا سادة رؤساء ينظر إليكم، فإن لم تتعلموا قبل ذَلِكَ استحييتم أن تتعلموا بعد الكبر فبقيتم جهالًا.

قَالَ مالك: من عيب القاضي أنه إِذَا عُزل لم يرجع إلى مجلسه الذي كان يتعلم فيه. قَالَ: وكان الرجل إِذَا قام من مجلس ربيعة إلى خطة أو حكم لم يرجع إليه بعدها. وقال يحيى بن معين: من عاجل الرئاسة فاته علم كثير.

وقال الشافعي: إِذَا تصدر الحدث فاته علم كثير (١)، وقال أيضًا: تفقه قبل أن ترأس فإذا ترأست فلا سبيل إلى التفقه، وفيه قول ثان: أن معنى قول عمر (لا تأخذوا) (٢) عن الأصاغر فيزرى بكم ذَلِكَ، ويؤيده حديث عبد الله: "لن يزال الناس بخيرٍ ما أَخَذوا العلمَ عن أكابرهم" (٣).


(١) أورده الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١/ ١٦٦.
(٢) في (ف): لا تأخذونه.
(٣) رواه ابن المبارك في "الزهد" (٨١٥) باب: ما جاء في قبض العلم. وعبد الرزاق ١١/ ٢٤٦، ٢٥٧ (٢٠٤٤٦، (٢٠٤٨٣). والطبرانى ٩/ ١١٤ - ١١٥ (٨٥٨٩ - ٨٥٩٢). وفي "الأوسط" ٧/ ٣١١ (٧٥٩٠) وقال: لم يرو هذِه الأحاديث عن =