للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

فيجب على كل مسلم البدار إلى محاسبة نفسه، كما قال عمر - رضي الله عنه -: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا (١). فإن المرء إذا مات وليس عليه فريضة ولا مظلمة دخل الجنة بغير حساب، فإن مات قبل رد المظالم أحاط به خصماؤه، وأنشبوا به مخاليبهم، وهو مبهوت متحير من كثرتهم حَتَّى لم يبق في عمره أحد عامله على درهم أو جالسه في مجلس إلا وقد استحق عليه مظلمة بغيبة أو خيانة أو نظرة بعين استحقارًا إذ قرع سمعه نداء الجبار {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٧)} [غافر: ١٧] فعند ذَلِكَ ينخلع قلبه من الهيبة ويوقن بالبوار، فعند ذلك يؤخذ من حسناتك التي فنيت فيها عمرك، وتنقل إلى خصمائك عوضًا من حقوقهم، كما ورد في الأحاديث التي سقناها. وقد قيل: لو أن رجلاً له ثواب سبعين صديقًا، وله خصم بنصف دانق لم يدخل الجنة حَتَّى يرضي خصمه، وقيل: يؤخذ بدانق واحد سبعمائة صلاة مقبولة، فيعطى للخصم، ذكره القشيري في "تحبيره".

فصل:

اختلف الناس في حشر البهائم، وفي قصاص بعضها من بعض، فروي عن ابن عباس: أن حشر الدواب والطير موتها، وقاله الضحاك (٢). وفي رواية أخرى عن ابن عباس أنها تحشر وتبعث،


(١) رواه ابن أبي شيبة ٧/ ١١٥ (٣٤٤٤٨).
وذكره الترمذي معلقًا عقب حديث (٢٤٥٩) بنحوه.
(٢) ذكره القرطبي في "تفسيره" ٦/ ٤٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>