للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خالفهم حتي يأتي أمر الله وهم علي ذلك" (١).

فصل:

معني (تلغثونها): تأكلونها، يعني: الدنيا، من اللغث وهو طعام يغش بالشعير (٢). و (ترغثونها): ترضعونها من: رغث الجدي أمة، إذا رضعها، ومنه حديث الصدقة: لا يؤخذ منها (الرُّبّى) (٣) والماخض والرغوث (٤).

وقال ابن بطال: قوله: (وأنتم تلغثونها) أو ترغثونها. شك في أي الكلمتين قال - عليه السلام - (٥). فأما اللغث باللام فلم أجده فيما تصفحت من اللغة، وأما رغث بالراء والغين المعجمة المفتوحة فمعروف عندهم، يقال: رغثت كل أنثى ولدها، وأرغثته: أرضعته، فهي رغوث (٦) كأنه قال: أنتم ترضعونها. كما قال عبد الله بن همام للنعمان بن بشير:

وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها … أفاوبق حتى ما يدرُّ ثعل (٧)

وكذا قال الفراء وأبو عبد الملك أنها باللام فلا يعرف له معنى، وأما


(١) رواه مسلم (١٩٢٠) كتاب: الإمارة، باب: قوله - عليه السلام - "لا تزال طائفة … "، وأبو داود (٤٢٥٢)، وأحمد ٥/ ٢٧٨. من حديث ثوبان.
(٢) في "النهاية" ٤/ ٢٥٦: من "اللغيث"وهو طعام يغلث بالشعير. وما في "اللسان" (لغث) يوافق ما ساقه المصنف.
(٣) رسمت في الأصل (ربا) غير منقوطة والمثبت من "النهاية".
(٤) لم أقف عليه مسندًا بهذا اللفظ إن ساقه علي أنه حديث مرفوع. ولكن وجدته كسياقة المصنف في "النهاية" ٢/ ٢٣٨ (رغث).
(٥) ليس من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو قول أبي هريرة وهم فيه ابن بطال وتبعه المصنف.
(٦) "شرح بن بطال" ١٠/ ٣٣٠.
(٧) في "تهذيب اللغة" ١/ ٤٨٢، "لسان العرب" ١/ ٤٨٤:
أفاويق حتى ما يدر لها ثعل … وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها

<<  <  ج: ص:  >  >>