للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المعنى الذي صرفتموه عنه، فالإرادة، هي: ميل الإنسان إلا ما يلائمه، أو إلى ما ينفعه، ودفع ما يضره، وهي من صفات المخلوقين، والله منزَّه عن ذلك، فإن قال الأشاعرة: إرادة تليق به، قيل لهم: وكذلك له محبة، وصفات تليق به، فالسلامة والحكمة في منهج السلف.
انظر: "لوامع الأنوار البهية" للسفاريني: ١/ ٢٢١ وما بعدها، "شرح العقيدة الواسطية" محمد هراس: ٤٥، "الكواشف الجلية عن معاني الواسطية" للسلمان: ١٨٣.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية خلاصة في هذا الموضوع نورده هنا بما يُغني عن كثرة التكرار في غير هذا الموضع، قال -رحمه الله-: نَعْتَقِد أَنَّ اللهَ تَعَالَي أَوَّلٌ لَمْ يَزُلْ وَآخِرٌ لَا يُزَالُ أَحَدٌ وَصَمَدٌ كَرِيمٌ عَلِيمٌ حَلِيمٌ عَلِيٌّ عَظِيمٌ رَفِيعٌ مَجيدٌ وَلَهُ بَطْشٌ شَدِيدٌ وَهُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ قَوِيٌّ قَدِيرٌ مَنِيعٌ نَصِيرٌ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} إلَى سَائِرِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ مِنْ النَفْسِ وَالْوَجْهِ وَالْعَيْنِ وَالْقَدَمِ وَالْيَدَيْنِ وَالْعِلْمِ وَالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْإِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ وَالرِّضَى وَالْغَضَب وَالْمَحَبَّةِ وَالضَّحِكِ وَالْعَجَب وَالاسْتِحْيَاء؛ وَالْغَيْرَةِ وَالْكَرَاهَةِ وَالسَّخَطِ وَالْقبْضِ وَالْبَسْطِ وَالْقُرْب وَالدُّنُوِّ وَالْفوْقِيَّةِ وَالْعُلُوِّ وَالْكَلَامِ وَالسَّلَامِ وَالْقَوْلِ وَالنِّدَاءِ وَالتَّجَلِّي وَاللِّقَاءِ وَالنُّزُولِ؛ وَالصُّعُودِ وَالِاسْتِوَاءِ وَأَنَّهُ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ وَأَنَّهُ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ.
قَالَ مَالِكٌ: إنَّ اللهَ في السَّمَاءِ وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ: نَعْرِفُ رَبَّنَا فَوْقَ سَبْعِ سَمَوَاتِهِ عَلَى العَرْشِ بَائِنًا مِنْ خَلْقهِ وَلَا نَقُولُ كَمَا قَالَتْ الجهمية إنَّهُ ههنا - وَأَشَارَ إِلَى الأَرْضِ.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} قَالَ: عِلْمُهُ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ: إنَّهُ عَلَى عَرْشِهِ فِي سَمَائِهِ يَقْرُبُ مِنْ خَلْقِهِ كَيْفَ شَاءَ.
قَالَ أَحْمَدُ: "إنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى العَرْشِ عَالِم بِكُلِّ مَكَانٍ" وإِنَّهُ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كَيْفَ شَاء وإِنَّهُ يأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ كَيْفَ شَاءَ وإِنَّهُ يَعْلُو عَلَى كُرْسِيِّهِ وَالْإِيمَانُ بِالْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ وَمَا وَرَدَ فِيهِمَا مِنْ الآيَاتِ وَالْأَخْبَارِ.
وَأَنَّ الكَلِمَ الطَّيّبَ يَصْعَدُ إلَيْهِ وَتَعْرُجُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إلَيْهِ وَأَنَّهُ خَلَقَ آدَمَ بِيَدَيْهِ وَخَلَقَ القَلَمَ وَجَنَّةَ عَدْنٍ وَشَجَرَةَ طُوبَى بيَدَيْهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدَيْهِ وَأَنَّ كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>