للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

قوله: ("وما من أحد أحب إليه المدح من الله") يقرأ برفع (أحب)؛ لأنه خبر مقدم على المبتدأ والمبتدأ (المدح)، ولا يرفع المدح بأحب في هذِه المسألة، ويكون المبتدأ والخبر في موضع نصب خبر (ما) إن جعلها حجازية، وإن جعلها تميمية فتكون في موضع رفع خبر المبتدأ وهو (أحد).

فصل:

وقوله: ("وَهُوَ وَضْعٌ عِنْدَهُ") نقول: على ما يشاء، وقيل: وضع ذلك على العرش، وقيل: معنى (عنده): أنه عالم به، فمعنى الخبر أنه كتبه وهو لا يخفى عنه ولم يستعن بكتابه عليه؛ لئلا ينساه، و (عند) بمعنى: قرب المكان على المسافة، يقال: وضع الشيء من يده وضعًا إذا ألقاه (١).

وقال عياض: ضبطه القابسي وغيره بفتح الواو وإسكان الضاد (٢)، وعند أبي ذر "فوضَعَ" بفتح الضاد والعين، وقال الأصمعي: الوضائع (كتب) (٣) يكتب فيها الحكمة.

وقال ابن بطال: (عند) في ظاهر اللغة تقتضي أنها للموضع، وأنه تعالى يتعالى عن الحلول في المواضع؛ لأن ذلك من صفات الأجسام إذ الحالُّ في موضع لا يكون بالحلول فيه بأولى منه بالحلول في غيره إلا لأمر يخص حلوله فيه، والحلول فيه عرض من الأعراض، يفنى بمجيء حلول آخر يحل به في غير ذلك المكان،


(١) انظر: "لسان العرب" ٨/ ٤٨٥٧ مادة (وضع).
(٢) "مشارق الأنوار" ٢/ ٢٩٠.
(٣) من: (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>