للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

الحديث الثاني:

حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "إِنَّ يَمِينَ اللهِ مَلأى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَبِيَدِهِ الأُخْرى الفيض أو القَبْضُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ".

فيه: إثبات اليمين صفة [ذات] (١) لله تعالى، لا صفة فعل، وليست بجارحة كما سلف قبل هذا. وقوله: ("ملأى") ليس حلول المال فيها؛ لأن ذلك من صفات الأجسام (٢)، وإنما هو إخبار منه على أن ما يقدر عليه من النعم وأرزاق العباد لا غاية له ولا نفاد؛ لقيام الدليل على وجوب تعلق قدرته بما لا نهاية له من مقدوراته؛ لأنه لو تعلقت قدرته بمقدورات متناهية؛ لكان ذلك نقصًا لا يليق به تعالى.

فصل:

الحديث الثالث:

حديث أنس - رضي الله عنه -: جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ - رضي الله عنهما - يَشْكُو، فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "اتَّقِ اللهَ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ" .. وكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - تَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللهُ تَعَالَي مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ.

وشيخه فيه أحمد فإنه قال: حدثنا أحمد، وأحمد هذا قال فيه ابن


(١) ساقطة من الأصول، وأثبتناها كما في "شرح ابن بطال" إذ بها يستقيم السياق.
(٢) هذِه من طرق الأشاعرة في نفي الصفات، وراجع أول شرح كتاب التوحيد ص ١٩٠ فقد سبق التعليق هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>