للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: (أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندًا وهو خلقك" معناه: رَزَقَكَ بدليل قوله: "ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك"، كيف تقتله وقد خلق رزقه فلا يأكل من رزقك شيئًا؟ فمن خلقك وخلقه ورزقك ورزقه أحق بالعبادة من الند الذي اتخذت معه شريكًا. ثم (لِمَ) (١) تزاني حليلة جارك، وقد خلق لك زوجة فتقطع بالزنا الرحم والنسب، وقاطع الأرحام تسبب إلى قطع الرحمة من الله والتراحم بين الناس، ألا ترى غضب القبائل لبني عمها من أجل الرحم، وأن الغدر وخسيس الفعل منسوب إلى أولاد الزنا؛ لانقطاع أرحامهم.

فصل:

وقتله ولده مخافة أن يطعم معه يعني الموءودة، وهي من أعظم الذنب.

والحليلة: الزوجة، والحليل: الزوج، ووقع في ابن التين أنه بالخاء المعجمة، وأن الشيخ أبا الحسن قال: الذي أعرفه بالمهملة، والخليلة: الصديقة. وجعل هذا من أعظم الزنا؛ لأن فيه خيانة الجار.

فصل:

قوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: ٦٥] الخطاب له والمراد غيره، وقد ادعى نسخها بالآية الأخرى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ} وقيل: هذِه ناسخة لها، من هذا المعنى اختلف إذا حج ثم ارتد ثم راجع الإسلام هل يلزمه حج لعموم {لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} أو يجزئه؟ وإنما يحبط لو مات كافرًا كما هو مفسر في الآية الأخرى) (٢) {فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ} [البقرة: ٢١٧] واختلف إذا


(١) من (ص ١)
(٢) من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>