ثم قال: وقال الأشعري في عامة كتبه: معنى الكسب أن يكون الفعل بقدرة محدثة، فمن وقع منه الفعل بقدرة قديمة فهو فاعل خالق، ومن وقع منه بقدرة محدثة فهو مكتسب. وذكر شيخ الإسلام أن الأشعري جعل أفعال العباد فعلا لله، ولم يقل هي فعلهم -في المشهور عنه- إلا على وجه المجاز، بل قال: هي كسبهم، وفسر الكسب بأنه ما يحصل في محل القدرة المحدثة مقرونًا بها. ثم قال: وأكثر الناس طعنوا في هذا الكلام، وقالوا: عجائب الكلام ثلاثة: طفرة النظام، وأحوال أبي. هاشم، وكسب الأشعري، وأُنشد في ذلك: مما يقال ولا حقيقةَ تحتَهُ … معقولة تدنو إلى الأفهام الكسب عند الأشعري والحال عند … البهشمي وطفرة النظام انظر: "منهاج السنة" ١/ ٤٥٩، "شفاء العليل" ١/ ٣٨٩ - ٣٩٢. (٢) كذا في الأصول.