للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في أول النهار (١). والأصح عند أصحابنا أن أولها من طلوع الفجر لا من طلوع الشمس (٢)، ونقل ابن بطال مقابله عن الكوفيين (٣)، وبسطنا الكلام عليه في "شرح العمدة" فليراجع منه (٤).

ثالثها:

معنى "قرب": تصدق. والبدنة: الواحدة من الإبل والبقر والغنم، وخصها جماعة بالإبل، وهو المراد هنا، ويعجب مالك ممن قَالَ: لا تكون البدنة إلا من الإناث (٥). ونقله ابن التين عن الشافعي، وأبعد من قَالَ: إن الغنم لا تسمى هديًا.

والبقرة: تطلق عَلَى الذكر والأنثى، الأهلي والوحشي، ووصف الكبش بالأقرن؛ لكماله به، ففيه فضيلة عَلَى الأجم، والدجاجة مثلثة الدال، وحضر بفتح الضاد أفصح من كسرها.

رابعها: في فقهه:

فيه: الحث عَلَى التبكير إلى الجمعة، وأن مراتب الناس في الفضيلة فيها وفي غيرها بحسب أعمالهم، وأن القربان والصدقة تقع عَلَى القليل كالكثير، وقد جاء في النسائي بعد الكبش بطة ثمَّ دجاجة ثمَّ بيضة، وفي أخرى: دجاجة ثمَّ عصفور ثمَّ بيضة، بإسنادهما صحيح (٦).

وفيه: إطلاق القربان عَلَى الدجاجة والبيضة، والمراد: الصدقة.


(١) انظر: "المنتقى" ١/ ١٨٣.
(٢) انظر: "المجموع" ٤/ ٤١٤.
(٣) "شرح ابن بطال" ٢/ ٤٨٠.
(٤) "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ٤/ ١٥٨ - ١٦١.
(٥) "المدونة" ١/ ٣٠٨.
(٦) "المجتبى" ٣/ ٩٨ - ٩٩، كتاب: الجمعة، باب: التبكير إلى الجمعة.