للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثانيها:

وقع للنسائي استدلاله بحديث البراء هذا على أن الخطبة قبلها، وترجم له باب: الخطبة يوم العيد قبل الصلاة. واستدل من ذلك بقوله: "أوَّل ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي ثم ننحر" (١). وتأول أن قوله هذا قبل الصلاة؛ لأنه كيف يقول: "أول ما نبدأ به أن نصلي". وهو قد صلى.

قَالَ ابن بطال: غلط النسائي في ذلك؛ لأن العرب قد تضع الفعل

المستقبل مكان الماضي، فكأنه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أول ما يكون الابتداء به في هذا اليوم الصلاة التي قدمنا فعلها وبدأنا بها. وهو مثل قوله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ} [البروج: ٨] المعنى: إلا الإيمان المتقدم منهم، وقد بين ذلك في باب استقبال الإمام الناس في خطبة العيد. فقال: "إن أوَّل نسكنا في يومنا هذا أن نبدأ بالصلاة" (٢).

وللنسائي: خطب يوم النحر بعد الصلاة (٣).

ثالثها:

لم يذكر فعل عليًّ مع من تقدم، وقد كان يفعل مثله إلا ابن عباس لم

يكن شهد معه العيد بالكوفة؛ لأنه ولاه على البصرة، كما نبه عليه الداودي، وروى مثل ذلك مرفوعًا جابر وأبو سعيد وأنس والبراء وجندب وابن عمر، خرَّجه البخاري عنهم وجماعة من الصحابة (٤).


(١) "سنن النسائي" ٣/ ١٨٢ كتاب: صلاة العيدين.
(٢) سيأتي برقم (٩٧٦) كتاب: العيدين، وانظر: "شرح ابن بطال" ٢/ ٥٥٨.
(٣) "سنن النسائي" ٣/ ١٨٤ - ١٨٥ كتاب: الصلاة، باب: الخطبة في العيدين بعد الصلاة.
(٤) سلف برقم (٩٥١) كتاب: العيدين، باب: سنة العيدين لأهل الإسلام. عن البراء. =