للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فكلهم ضعيف في حديث الزهري، وفيما ساقه البخاري من رواية الأوزاعي، عن ابن شهاب، ولم يذكر عنه الجهر ما يرد رواية الوليد عن أبي نمر في الجهر. فيبقى سليمان وسفيان، وليسا بحجة في الزهري لضعفهما. وقد عارضهما حديث عائشة وابن عباس وسمرة.

أما حديث عائشة فرواه ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، وعبد الله ابن أبي سلمة، عن عروة، عن عائشة قالت: كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج فصلى بالناس، فأطال القيام، فحزرت أنه قرأ بسورة البقرة، قَالَ: وسجد سجدتين ثم قام، فحزرت أنه قرأ: سورة آل عمران (١).

وقد سلف عنها ما يخالفه (٢)، فيحمل ذلك على كسوف القمر.

وأما حديث ابن عباس فرواه ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس قَالَ: كنت إلى جنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الكسوف، فما سمعت منه حرفًا (٣).


(١) رواه أبو داود (١١٨٧) كتاب: الصلاة، باب: القراء في صلاة الكسوف؛ والحاكم في "المستدرك"١/ ٣٣٣ كتاب: الكسوف.
قال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، إنما اتفقا على حديث الزهري وهشام بن عروة بلفظ آخر؛ والبيهقي: ٣/ ٣٣٥ كتاب: صلاة الخسوف، باب: من قال: يسر بالقراءة في خسوف الشمس.
وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" برقم (١٠٧٣).
(٢) برقم (١٠٤٤) كتاب: الكسوف، باب: الصدقة في الكسوف.
(٣) رواه أحمد ١/ ٢٩٣. وأبو يعلى ٥/ ١٣٠ (٢٧٤٥)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ٣٣٢، والبيهقي ٣/ ٣٣٥ كتاب: صلاة الخسوف، باب: من قال: يسر بالقراءة في خسوف الشمس.
وأشار الذهبي إلى ضعفه؛ فقال في "مهذب البيهقي" ٣/ ١٢٥٩ (٥٦٣٢): فيه ابن =