للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنه - صلى الله عليه وسلم - كان في جنازة فرأى عمر امرأة فصاح بها، فقال لَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعها يا عمر، فإن العين دامعة، والنفس مصابة، والعهد قريب" (١).

قُلْتُ: أخرجه الحاكم وقال: صحيح عَلَى شرط الشيخين، وليس بجيد لأنه منقطع، كما بينه البيهقي، قلت: وفيه مجهول (٢)، وإنما قالت أم عطية: ولم يعزم علينا؛ لأنها فهمت عن الشارع أن ذَلِكَ النهي إنما أراد به ترك ما كانت الجاهلية تقوله من الفجر وزور الكلام وقبيحه ونسبة الأفعال إلى الدهر، فهي إذا تركت ذَلِكَ وبدلت منه الدعاء والترحم عليه كان حقيقًا، فهذا يدل أن الأوامر تحتاج إلى معرفة تلقي الصحابة لها ونظر كيف تلقوها (٣).

ما أسلفناه عن ابن حزم في دعواه أن حديث أم عطية غير مسند، ليس بجيد منه فقد أخرجه ابن شاهين من حديث خالد الحذّاء عن أم الهذيل، عن أم عطية قالت: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا.

ثمَّ قال: وقد روي عن يزيد بن أبي حبيب أنه - صلى الله عليه وسلم - حضر جنازة رجل فلما وضعت؛ ليصلي عليها أبصر امرأة فسأل عنها فقيل: هي أخت الميتة فقال لها: "ارجعي" فلم يصل عليها حتَّى توارت. وقال لامرأة أخرى: "ارجعي وإلا رجعت" وأحسن حالات المرأة مع الجنازة أنها لا تؤجر في حضورها (٤).


(١) "المحلى" ٥/ ١٦٠.
(٢) "المصنف" ٢/ ٤٨٢ (١١٢٩٥) كتاب: الجنائز، من رخص أن تكون المرأة مع الجنازة، "المستدرك" ١/ ٣٨١ كتاب: الجنائز، "السنن الكبرى" ٤/ ٧٠.
وانظر: "معرفة السنن والآثار" ٥/ ٣٤٥. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (٣٦٠٣).
(٣) "المحلى" ٥/ ١٦٠.
(٤) "ناسخ الحديث ومنسوخه" ١/ ٢٧٩ (٣١٤).