للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الكسائي: هو صنعة الطعام في المآتم. قَالَ أبو عبيد: النقيعة: طعام القدوم من السفر لا هذا (١). وقال الجوهري: النقيع: الصراخ. ونقع الصوت واستنقع، أي: ارتفع (٢). وفي "الموعَب": نقع الصارخ بصوته، وأنقع إذا تابعه. وفي "الموعَب" و"الجمهرة" (٣): إنه الصوت واختلاطه في حرب أو غيرها. فتحصلنا على ثلاثة أقوال فيه.

وأما قوله: (واللقلقة: الصوت) (٤). فهو كما قَالَ، وقد أسلفنا كلام الهروي فيه، وكذا كلام الإسماعيلي. وقال القزاز: هو تتابع الصوت كما تفعل النساء في المآتم، وهو شدة الصوت. وقال ابن سيده عن ابن الأعرابي: تقطيع الصوت. وقيل: الجلبة (٥).

قَالَ الداودي: لما قَالَ عمر: دعهن يبكين على أبي سليمان -يعني: خالدًا- قَالَ له طلحة: أما الآن تقول هذا، وأما في حياته فبعته بالرسن، وما مثلك ومثله إلا كما قَالَ الأول:

لألفينك بعد الموت تندبني … وفي حياتي ما زودتني زادا

وذلك أن عمر حين قتل خالد قومًا ممن كان ارتد ثم تاب ولم ير أن توبته تنفعه (٦). فأراد عمر أبا بكر على أن يقيد منه، فأبى عليه، فلما أكثر عليه قَالَ له: ليس ذلك عليك منه، تأول فأخطأ. ووداهم أبو بكر، فأراد عمر أبا بكر على عزل خالد من الشام وقال له: إنه جعل يعطي المال ذا


(١) "غريب الحديث" ٢/ ٤٠.
(٢) "الصحاح" ٣/ ١٢٩٢.
(٣) "الجمهرة" لابن دريد ٢/ ٩٤٣.
(٤) "الصحاح" ٤/ ١٥٥٠ و"لسان العرب" ٧/ ٤٠٦٣.
(٥) "المحكم" ٦/ ٨٥.
(٦) انظر ما سيأتي برقم (٤٣٣٩).