للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحرمين: في النفس من إدخال البهيمة التي لا يؤمن تلويثها المسجد شيء، فإن أمكن الاستيثاق فذاك، وإلا فإدخالها المسجد مكروه (١).

وجزم جماعة من أصحابنا بكراهة الطواف راكبًا من غير عذر، ومنهم: الماوردي، والبندنيجي، وأبو الطيب، والعبدري، والمشهور الأول (٢). والمرأة والرجل في ذَلِكَ سواء، والمحمول عَلَى الأكتاف كالراكب، وبه قَالَ أحمد وداود وابن المنذر (٣). وطوافه زحفًا عندنا مكروه (٤). وقال أبو حنيفة ومالك والليث: إن طاف راكبًا لعذر أجزأه ولا شيء عليه، وإن كان لغير عذر فعليه دم، وإن كان بمكة أعاد الطواف، واعتذر عن ركوب النبي - صلى الله عليه وسلم - بما سلف (٥).

وفي مسلم من حديث جابر: طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبيت في حجة الوداع عَلَى راحلته يستلم الركن بمحجنه؛ لأن يراه الناس، وليشرف وليسألوه، فإن الناس غشوه (٦).

وفيه من حديث ابن عباس: كثر عليه الناس، يقولون: هذا محمد، حتى خرج العواتق من الخدور وكان - عليه السلام - لا يعرف، فلمَّا كثر عليه ركب (٧).


(١) انظر: "المجموع" ٨/ ٣٧.
(٢) انظر "الأم" ٢/ ١٤٨، "البيان" ٤/ ٢٨١، "روضة الطالبين" ٣/ ٨٤.
(٣) انظر "المستوعب" ٤/ ٢١٣، "المغني" ٥/ ٢٥٠، "المبدع" ٣/ ٢١٨.
(٤) انظر "المجموع" ٨/ ٣٨، "نهاية المحتاج" ٣/ ٢٨٣ "طرح التثريب" ٥/ ١٠٠.
(٥) انظر "المبسوط" ٤/ ٤٤، "الفتاوى التاتارخانية" ٢/ ٥١٤، "الاستذكار" ١٢/ ١٨٦، "الذخيرة" ٣/ ٢٤٦.
(٦) "صحيح مسلم" (١٢٧٣).
(٧) مسلم (١٢٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>