قلت: ويظهر من أمر عبد الحق تصحيح الحديث، وإن كان قد أورد قطعة من إسناده، وذلك لأنه قد صرح في مقدمة كتابه، أن كل حديث يسكت عنه فهو تصحيح له، ولم يفصل بين ما يذكر فيه قطعة من إسناده، وبين ما لا يذكر فيه. قال الحافظ في "تلخيص الحبير" ٢/ ٢٦٨: أعله ابن القطان بعنعنة أبي الزبير -قلت: لأنه مدلس-وهو مردود؛ ففي رواية ابن ماجه التصريح بالسماع، وضعفه أيضًا النووي فقال في "المجموع" ٨/ ٢٤٦: رواه البيهقي بإسناده ضعيف، وكذا البوصيري فقال في "زوائد ابن ماجه" ص ٤٠٣: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الله بن المؤمل. والحديث رواه الطبراني في "الأوسط" ٤/ ١٣٩ - ١٤٠ (٣٨١٥)، وابن عدي في "الكامل" ٥/ ٢٢٣ من طريق حمزة الزيات، عن أبي الزبير، عن جابر، مرفوعًا به. ورواه البيهقي في "سننه" ٥/ ٢٠٢ من طريق إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير: كنا عند جابر بن عبد الله فتحدثنا فحضرت صلاة العصر، فقام فصلى بنا في ثوب واحد قد تلبب به ورداؤه موضوع، ثم أتى بماء من زمزم فشرب ثم شرب، فقالوا: ما هذا، قال: ماء زمزم، وقال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ماء زمزم لما شرب له … " الحديث. ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" ٣/ ٤٨١ - ٤٨٢ (٤١٢٨)، والخطيب "تاريخ بغداد" ١٠/ ١٦٦ من طريق سويد بن سعيد قال: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة، ثم استقبل الكعبة، ثم قال: اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ماء زمزم لما =