قال البيهقي: غريب من حديث ابن أبي الموال، عن ابن المنكدر، تفرد به سويد، عن ابن المبارك من هذا الوجه. قال الحافظ في "تلخيص الجبير" ٢/ ٢٦٨: قال البيهقي: غريب تفرد به سويد، قلت: وهو ضعيف جدًا، وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات، وأيضًا فكان أخذ عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه، وقد خلط في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنما رواه ابن المبارك، عن ابن المؤمل، عن أبي الزبير، كذا رويناه في "فوائد أبي بكر بن المقري" من طريق صحيحة، واغتر الدمياطي بظاهر هذا الإسناد، فحكم عليه بأنه على رسم الصحيح؛ لأن ابن أبي الموال انفرد به البخاري، وسويدًا انفرد به مسلم، وغفل عن أن مسلمًا إنما أخرج لسويد ما توبع عليه اهـ بتصرف. وقال في "الفتح" ٣/ ٤٩٣: المحفوظ عن ابن المبارك عن ابن المؤمل. والحديث في الجملة صححه جمع من الأئمة، فحسنه ابن القيم في "زاد المعاد" ٤/ ٣٩٣، والمنذري في "الترغيب والترهيب" ٢/ ٢١٠، وصححه أيضا المصنف كما ذكر في "البدر المنير" ٦/ ٢٩٩، وكذا في "خلاصة البدر" ٢/ ٢٦ - ٢٧، وقال الحافظ في "الفتح" ٣/ ٤٩٣: رجاله ثقات إلا عبد الله بن المؤمل، وقال السخاوي في "كشف الخفاء" ٢/ ١٧٦ (٢١٦٨) سنده جيد، وصححه الألباني في "الإرواء" (١١٢٣) وفيه فوائد غير ما ذكرنا فراجعه. قال ابن القيم في "زاد المعاد" ٤/ ٣٩٣: قد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض، فبرأت بإذن الله اهـ. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، رواه البيهقي في "شعب الإيمان" ٣/ ٤٨١ (٤١٢٧) من طريق عبد الله بن المؤمل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله به عمرو مرفوعًا: "ماء زمزم لما شرب له" وفي الباب أيضًا عن جماعة من الصحابة سوف يذكرها المصنف تباعًا. (١) ورد في هامش الأصل: الدينوري اسمه أحمد بن مروان المالكي اتهمه الدارقطني ومشاه غيره، ذكره الذهبي في "ميزانه" برقم (٦٢٠).