للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وفيه دلالة على أن طول التغرب عن الأهل لغير حاجة أكيدة من دين أو دنيا لا يصلح ولا يجوز، وإنَّ من انقضت حاجته لزمه الاستعجال إلى أهله الذين يقوتهم.

وقد روى وكيع عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا: "لو يعلم الناس ما للمسافر لأصبحوا على ظهر سفر، إن الله لينظر إلى الغريب في كل يوم مرتين"، وقال: هذا حديث غريب لا أصل له من حديث مالك ولا غيره (١) (وهو حديث حسن) (٢) ومما يدخل في هذا الباب قوله: "سافروا تغنموا" (٣). قلت: أخرجه ( ...... ) (٤) ابن عباس وابن عمر مرفوعًا (٥)، وقد ظنه قوم معارضًا


(١) رواه بهذا اللفظ ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٢/ ٣٦. ورواه الديلمي كما في "الفردوس" ٣/ ٣٤٨ (٥٠٥٠) بلفظ: "لو يعلم الناس ما للمسافر لأصبحوا على ظهر سفر، ان الله -عز وجل- ينظر إلى الغريب كل يوم ألف مرة".
قلت: للحديث ألفاظ أخرى، وكلها ضعيفة، ضعفها السخاوي وغيره. انظر "المقاصد الحسنة" (٨٩٦)، و"تذكرة الموضوعات" ص ١٢٢ - ١٢٣، و"الأسرار المرفوعة" (٩٩)، و"كشف الخفاء" ١/ ٢٥٣ (٧٨١).
(٢) هذِه الجملة ليست من كلام ابن عبد البر، وهو المنقول عنه هنا، بل مدرجة فيه من كلام ابن الملقن ويقصد بالحسن: حسن اللفظ لا حسن الإسناد.
(٣) من بعد قول المصنف -رحمه الله- أول الباب قال أبو عمر .. إلى هذا الموضع نقله من "التمهيد" ٢٢/ ٣٣ - ٣٧.
(٤) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(٥) حديث ابن عباس رواه ابن عدي في "الكامل" ٨/ ٣٢٤ من طريق محمد بن معاوية النيسابوري: ثنا نهشل بن سعيد، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعًا: "سافروا تصحوا وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا".
قال الألباني في "الصحيحة" ٧/ ١٠٦٦: هذا إسناد هالك؛ نهشل بن سعيد متروك، وكذبه ابن راهويه، ونحوه محمد بن معاوية النيسابوري.
ورواه البيهقي ٧/ ١٠٢، وابن عبد البر في "التمهيد" ٢٢/ ٣٧ من طريق بسطام بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>