للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: الحاسوس بالحاء غير المعجمة (من تجسس بالجيم) (١)، وفي "صحيح مسلم": إن كلماتك بلغن ناعوس البحر (٢).

الثالث بعد الخمسين: قوله: (يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا)، الضمير فيها يعود إلى أيام النبوة ومدتها، قَالَ ابن مالك (٣): وأكثر الناس تظن أن يا التي تليها [ليت] (٤) حرف نداء. والمنادى (حُذف فتقديره) (٥) يا محمد، ليتني كنت فيها حيًّا، وهذا الرأي عندي ضعيف؛ لأن القائل: يا ليتني قَدْ يكون وحده ولا يكون معه منادى ثابت ولا محذوف (٦)، ولأنه لم يقع ملفوظًا به حتَّى يؤنس بالتقدير.

الرابع بعد الخمسين: قوله: (جَذَعًا). يعني: شابًّا قويًّا حتَّى أبالغ في نصرتك ويكون لي كفاية تامة لذلك، والجذع في الأصل للدواب، وهو هنا استعارة، قَالَ ابن سيده: قيل: الجذع الداخل في السنة الثانية، ومن الإبل: فوق الحِقّ، وقيل: الجذع من الإبل لأربع


(١) كذا بالأصل والذي في "الإكمال" وقيل: الحاسوس بالحاء غير معجمة من تحسس وهو بمضي الجاسوس.
(٢) "إكمال المعلم" ١/ ٤٨٧ - ٤٨٨ والحديث في مسلم (٨٦٨) كتاب: الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة.
(٣) هو العلامة الأوحد جمال الدين، محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك، أبو عبد الله الطائي، الجياني، الشافعي، النحوي، أخذ العربية عن غير واحد، وصرف همته إلى إتقان لسان العرب حتى بلغ فيه الغاية، وحاز قصب السبق، وأربى على المتقدمين، وكان إمامًا في القراءات وعللها، وأما النحو والتصريف فكان فيه بحرًا لا يجارى، وحبرًا لا يبارى، توفي رحمه الله في ثاني عشر شعبان، وقد نيَّف على السبعين انظر ترجمته في: "تاريخ الإسلام" ٥٠/ ١٠٨ (٨٣)، "الوافي بالوفيات" ٣/ ٣٥٩، "شذرات الذهب" ٥/ ٢٩٥.
(٤) زيادة يقتضيها السياق، من "شواهد التوضيح".
(٥) في (ج): حرف تقديره.
(٦) "شواهد التوضيح" لابن مالك ص ٤.