للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومثله الحديث الآخر: "مثل الجليس السوء كمثل صاحب الكبير، إن لم يلحقك شرره لحقك نتنه" (١) قال أبو عبد الله بن أبي صفرة: هذا الحديث حجة لمن فضَّل المدينة على مكة؛ لأنها هي التي أدخلت مكة وسائر القرى في الإسلام، فصارت القرى ومكة في صحائف أهل المدينة، وإليه ذهب مالك وأهل المدينة، وروي عن أحمد خلافًا لأبي حنيفة والشافعي، وقد أوضحنا المسألة في باب: فضل مسجد مكة والمدينة، فراجعه.

قال أبو محمد ابن حزم: روى القطع بتفضيل مكة على المدينة عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جابر وأبو هريرة وابن عمر وابن الزبير وعبد الله بن عدي -منهم ثلاثة مدنيون- بأسانيد في غاية الصحة (٢)، قال: وهو قول


(١) سيأتي برقم (٢١٠١) كتاب: البيوع، باب: في العطار وبيع المسك، ورواه مسلم (٢٦٢٨) كتاب: البر والصلة، باب: استحباب مجالسة الصالحين. من حديث أبي موسى الأشعري.
(٢) حديث جابر رواه ابن ماجه (١٤٠٦) كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأحمد ٣/ ٣٤٣، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" -عز وجل- "تحفة" ١/ ٤٣٧ (٤٢٣)، وابن عبد البر في "التمهيد" ٦/ ٢٧.
بلفظ: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه". قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ٢/ ١٣: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (١١٥٥).
وحديث أبي هريرة رواه النسائي في "الكبرى" ٢/ ٤٨٠ (٤٢٥٤)، وأبو يعلى ١٠/ ٣٦٢ (٥٩٥٤) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو بسوق في مكة: "والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله -عز وجل-، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت".
وحديث ابن عمر رواه الطبراني ١٢/ ٣٦١ - ٣٦٢ (١٣٣٤٧) بنحو حديث أبي هريرة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>