وأما حديث جابر فرواه عبد بن حميد في "المنتخب" ٣/ ٥٤ (١١٠٥)، والبزار كما في "الكشف" (٣٠٦٤)، وأبو يعلى ٣/ ٣٩٠ (١٨٦٥)، ٤/ ١٠٦ (٢١٣٨)، وابن حبان في "المجروحين" ٢/ ٨١، والطبراني في "الدعاء" ٣/ ١٦٤٤ (١٨٩١)، والحاكم في "المستدرك" ١/ ٤٩٤ - ٤٩٥، والبيهقي في "الشعب" ١/ ٣٩٧ - ٣٩٨ (٥٢٨)، وفي "الدعوات الكبير" (٦)، والحافظ في "النتائج" ١/ ٢٢ من طريق عمر بن عبد الله، عن أيوب بن خالد بن صفوان عن جابر قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن لله -عز وجل- سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض، فارتعوا في رياض الجنة .. " الحديث. قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الحافظ ١/ ٢٣: هذا حديث غريب، صححه الحاكم فوهم؛ فإن مداره على عمر بن عبد الله، وهو ضعيف. وقال الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ٧٧: فيه عمر بن عبد الله، وقد وثقه غير واحد، وضعفه جماعة وبقية رجالهم رجال الصحيح. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (٦٢٠٥). وأورد حديث أنس وابن عمر وأبي هريرة وجابر وصححه بمجموع طرقه في "الصحيحة" (٢٥٦٢)، فلينظر، ففي ذيل التخريج فائدة هامة. وأما حديث ابن عباس فرواه الطبراني ١١/ ٩٥ (١١١٥٨) بلفظ: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا"، قيل: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: "مجالس العلم". قال الهيثمي في "المجمع" ١/ ١٢٦: فيه رجل لم يسم. وفي الباب أيضًا عن ابن عمرو وابن مسعود، رواه عنهما الخطيب في "الفقيه" (٤١ - ٤٢) لكن إسنادهما ضعيف. والله أعلم. (١) قلت: هذِه مجازفة وكلام فيه نظر؛ فسئل شيخ الإسلام ومفتي الأنام والعالم العامل الزاهد الورع ناصر السنة وقامع البدعة، تقي الدين أبو العباس ابن تيمية: هل صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من زار قبري وجبت له شفاعتي" أم لا؟ وهل صح في فضل زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء من الأحاديث أم لا؟ فأجاب: الحمد لله رب العالمين، الزيارة تنقسم إلى قسمين: زيارة شرعية، وزيارة بدعية. =