وأما الزيارة البدعية: فمن جنس زيارة اليهود والنصارى وأهل البدع الذين يتخذون قبور الأنبياء والصالحين مساجد، وقد استفاض عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكتب الصحاح وغيرها أنه قال عند موته: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما فعلوا، قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجدًا. فالزيارة البدعية مثل قصد قبر بعض الأنبياء والصالحين للصلاة عنده أو الدعاء عنده أو به، أو طلب الحوائج منه، ونحو ذلك هو من البدع التي لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان أهـ "مجموع الفتاوى" (٢٤/ ٣٣٣ - ٣٣٥). بتصرف. وقال في موضع آخر (٢٤/ ٣٥٦ - ٣٥٩): الحديث المذكور في زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ضعيف. وليس في زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث حسن ولا صحيح، بل عامة ما يروى في ذلك أحاديث مكذوبة موضوعة. ثم قال: كره مالك أن يقول الرجل: زرت قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومالك قد أدرك الناس من التابعين، وهم اعلم الناس بهذِه المسألة، فدل على أنه لم تكن تعرف عندهم ألفاظ زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال: فلا يمكن أحدًا أن يروي بإسناد ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أصحابه شيئا في زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل الثابت عنه في الصحيحين يناقض المعنى الفاسد الذي ترويه الجهال: بهذا اللفظ، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تتخدوا قبري عيدا". اهـ بتصرف. وقال في موضع آخر (٢٧/ ١٦): كل حديث يروى في زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه ضعيف بل موضوع. (١) سلف برقم (١١٩٠)، ورواه مسلم (١٣٩٤). (٢) راجع حديثي (١١٩٥ - ١١٩٦) كتاب: فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، باب: فضل ما بين القبر والمنبر.