للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وابن أدهم (١) وكثير ما هم (٢).

الخامسة بعد العشرين: أن الإنسان إنما يخاطب أولًا بما يعرف أنه يصل إلى فهمه بسرعة من غير مشقة ولا بحث يحتاج إليه؛ لأن الله تعالى قد أحال نبيه - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أن ينظر أولًا في خلق نفسه بقوله: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢)} [العلق: ٢] ولم يقل له: الذي خلق السموات والأرض والأفلاك وغير ذلك، وإنما قَال له ذَلِكَ بعد ما تقرر له خلق نفسه.

السادسة بعد العشرين: أن الفكرة أفضل الأعمال؛ لأن في ضمن قوله: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢)} ما يستدعي الفكرة فيما قبل حتى يحصل بذلك القطع. وليس الإيمان به بعد الفكرة كالإيمان به بديهة. ولهذا المعنى أشار - صلى الله عليه وسلم - فيما روي عنه: "تفكر ساعة خير من عبادة سنة" (٣) وفي


(١) هو إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر، القدوة الإمام العارف، سبد الزهاد، مولده في حدود المائة، وتوفي سنة اثنتين وستين ومائة. انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" ٧/ ٣٨٧ (١٤٢)، "الوافي بالوفيات" ٥/ ٣١٨، "شذرات الذهب" ١/ ٢٥٥.
(٢) انظر ما سبق في مسألة التخلي قبل التحلي.
(٣) روي هذا الحديث من عدة طرق وبألفاظ مختلفة. فرواه أبو الشيخ في "العظمة" (٤٤)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (١٦٢٧) كلاهما من طريق عثمان بن عبد الله القرشي، قال: ثنا إسحاق بن نجيح الملطي، قال: ثنا عطاء الخراساني عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة".
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وفي الإسناد كذابان، فما أفلت وضعه من أحدهما إسحاق بن نجيح، قال أحمد: هو أكذب الناس، وقال يحيى: هو معروف بالكذب ووضع الحديث، وقال الفلاس: كان يضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صُراحًا، والثاني: عثمان، قال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات أهـ.
وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (٤٣١٩): إسناده ضعيف!
وقال الألباني في "ضعيف الجامع" (٣٩٨٨)، و"الضعيفة" (١٧٣): موضوع. =