للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال فيمن صام: "أولئك العصاة" وهو محمول، وهذا إنما قاله لما خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حَتَّى بلغ كراعِ الغمِيم فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حَتَّى نظر الناس إليه وشرب، فقيل له بعد ذَلِكَ: إن بعض الناس قد صام فقال: "أولئك العصاة أولئك العصاة" أخرجه مسلم من حديث جابر منفردًا به (١)، وفي رواية قيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر (٢). وحديث: "ليس من البر الصيام في السفر" إنما قاله في الرجل الذي ظلل عليه من شدة ما ناله من الصوم كما سيأتي (٣)، أي: من بلغ إلى هذِه الحالة ليس من البر صومه.

وأثر (٤) عمر أخرجه ابن أبي شيبة، عن عمرو بن دينار، عن رجل، عن أبيه عنه (٥)، وأثر أبي هريرة أخرجه أيضًا عن عبد الكريم -أبي أمية- عن عطاء، عن (المحرر ابنه) (٦) عنه (٧)، وأثر عبد الرحمن بن عوف السالف: الصائم في السفر كالمفطر في الحضر رواه الزهري عن أبي سلمة، عن أبيه، وهو منقطع، أبو سلمة لم يسمع منه شيئًا (٨) (٩)،


(١) مسلم (١١١٤) في الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر ..
(٢) مسلم (١١١٤/ ٩١).
(٣) سيأتي برقم (١٩٤٦).
(٤) ورد في هامش الأصل ما نصه: ومر أثره المذكور في قوله: وقال أبو هريرة: لا يصح صومه، وقال أحمد: كان عمر وأبو هريرة يأمران بالإعادة قبل هذا بيسير.
(٥) "المصنف" ٢/ ٢٨٢ (٨٩٩٨).
(٦) تحتها في الأصل: يعني ابن أبي هريرة.
(٧) "المصنف" ٢/ ٢٨٢ - ٢٨٣ (٨٩٩٦).
(٨) في هامش الأصل: كون أبي سلمة لم يسمع من أبيه شيئا قاله ابن معين والبخاري، واسم أبي سلمة عبد الله، وقيل: إسماعيل.
(٩) تقدم تخريجه قريبًا باستيفاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>