للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الليلة التي أنزل الله فيها القرآن حيث قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ} [البقرة: ١٨٥] فثبت بذلك أن تلك الليلة في شهر رمضان.

وقال الداودي: أراد به تحريض الناس على العمل في السنة كلها وهو من المعاريض: لأن قوله "في" يوجب البعض، فمعناه: أنها في السنة في العشر الأواخر، فسكت؛ ليجتهد في طلبها. قال: والذي تدل عليه الأحاديث الصحيحة أنها في وتر العشر الأواخر وأنها تنتقل.

ثالثها: القزع -المذكور في حديث (١) أبي سعيد- قطع من سحاب دقاق، قاله في "العين" (٢)، والتحري: القصد، يقال: تحريت الشيء: إذا قصدته وتعمدته.

و (تواطت). قال ابن بطال: المحدثون يروونه كذلك، وإنما هو (توطأت) (٣) بالهمز من قوله: {لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ} [التوبة: ٣٧].

ومن قوله: {أشد وطأ} ولكنه يجوز في كلام كثير من العرب حذف الهمزة، ومعنى تواطأت: اتفقت واجتمعت على شيء واحد. والتوطئة: التليين، يقال: وطأت لفلان هذا الأمر إذا سهلته ولينته (٤).

رابعها: قال الطبري: أجمع الجميع أنها في وتر العشر الأواخر ثم لا حدَّ في ذَلِكَ خاص لليلة بعينها لا يعدوها لغيرها؛ لأنه لو كان محصورًا على ليلة بعينها لكان أولى الناس بمعرفتها سيد الأمة مع جِدِّه في أمرها ليعرفها أمته، فلم يعرفهم منها إلا الدلالة عليها أنها


(١) ورد بالهامش: الآتي في باب: الاعتكاف وخروج النبي - صلى الله عليه وسلم - صبيحة عشرين.
(٢) "العين" ١/ ١٣٢.
(٣) كذا بالأصل، وفي "شرح ابن بطال": (تواطأت).
(٤) "شرح ابن بطال" ٤/ ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>