للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تنبيه: استدل من قال بعدم شرطية الصوم في صحة الاعتكاف مع حديث الباب بما رواه الدارقطني عن ابن عباس: "ليس على المعتكف صوم إلا أن يجعله على نفسه" ثم قال: رفعه أبو بكر محمد بن

إسحاق السوسي، وغيره لا يرفعه (١)، ومن جهة القياس: أنه عبادة


(١) "السنن" ٢/ ١٩٩ عن محمد بن إسحاق السوسي، ومن طريقه الحافظ ابن الجوزي في "التحقيق" ٢/ ١١٠ (١١٨٧). ورواه الحاكم ١/ ٤٣٩، والبيهقي ٤/ ٣١٨ - ٣١٩، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٥/ ٤٨٩ من طريق أبي الحسن أحمد بن محبوب الرملي. كلاهما -محمد بن إسحاق وأحمد بن محبوب- عن عبد الله بن محمد بن نصر الرملي، عن محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن عبد العزيز بن محمد، عن أبي سهيل عم مالك [وعند الحاكم: عن أبي سهل بن مالك] عن طاوس، عن ابن عباس، مرفوعًا به.
قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه!
وقال البيهقي: الصحيح موقوفا، ورفعه وهم وقال في "المعرفة" ٦/ ٣٩٦: رفعه ضعيف. وذكره عبد الحق في "الأحكام الوسطى" ٢/ ٢٥٠ مرفوعًا، وقال: هذا يروى غير مرفوع.
وتعقبه ابن القطان في "البيان" ٣/ ٤٤٢ قائلًا: لم يزد على هذا!! وقال الحافظ في "الدراية" ١/ ٢٨٨: الصواب موقوف. وقال في "بلوغ المرام" (٧٢٢): الراجح وقفه. وأورد الألباني المرفوع في "الضعيفة" (٤٣٧٨) وضعفه أيضًا.
تنبيه: قال الدارقطني: رفعه هذا الشيخ وغيره لا يرفعه.
قلت: هذا هو نص كلامه، فلم يصرح باسم هذا الشيخ، وجزم المصنف هنا وكذا العيني في "العمدة" ٩/ ٢١٧، وابن الجوزي في "التحقيق" ٢/ ١١٠، ومجد الدين ابن تيمية في "المنتقى" (٢٢٨٤)، والمناوي في "فيض القدير" (٧٦١٦) بأن هذا الشيخ هو شيخ الدارقطني في الحديث، محمد بن إسحاق السوسي!
وهو -والله أعلم- خطأ تتابعوا عليه؛ ويدل لذلك أن محمد بن إسحاق هذا لم ينفرد برواية الحديث، إنما تابعه أحمد بن محبوب الرملي، كما عند الحاكم والبيهقي، فالمتفرد به هو شيخهما عبد الله بن محمد بن نصر الرملي -وهو ما جزم وصرح به البيهقي ٤/ ٣١٩. =

<<  <  ج: ص:  >  >>