للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن التين: هو لا يشبه التبويب، لكنه أراد أنه - عليه السلام - أعطاه غيرها، فصار رقيقًا برقيق، ولا يكرهه أحد، نعم وقع الخلاف في واحد باثنين إلى أجل من جنس واحد (١).

واختلف أصحاب مالك في واحد باثنين، أحدهما تقدم والآخر إلى أجل. وقول رافع: (آتيك غدًا رهوًا). أي: سهلًا عفوًا، لا باحتباس ولا تشدد.

قال صاحب "العين": الرهو: المشي في سكون (٢). وقال أبو عبيد: أي: آتيك عفوًا لا احتباس (٣) فيه. قال الهروي: ويقال: سيرا رهوًا. أي: ساكنًا، وقيل: معناه: ارتفاع النهار.

وقال ابن عباس: الرهو: المنخفض من الأرض (٤)، وقيل: المرتفع.

إذا تقرر ذلك، قال عبد الملك: الأبعرة صغار الإبل، فكأنه باع جملًا كبيرًا بأربعة أبعرة صغار إلى أجل، وجاز لاختلاف المنافع، وقيل: إن البعير يطلق على الحمار، حكاه ابن التين عن مجاهد،


(١) قال ابن بطال: ووجه إدخاله حديث صفية في هذا الباب أن صفية صارت إلى دحية الكلبي بأمره - عليه السلام - فأخبر النبي أنها سيدة قريظة ولا تصلح إلا له، وذكر من جمالها فأمر النبي فأتى بها فلما رآها قال لدحية: دعها وخذ غيرها، فكان تركه لها عند النبي وأخذه جارية من النبي غير معينة، بيعًا لها بجارية نسيئة حتى يأخذها ويستحسنها، فحينئذ تتعين له، وليس ذلك يدًا بيد. اهـ "شرح ابن بطال" ٦/ ٣٥٤. وقال الحافظ في "الفتح" ٤/ ٤٢٠: كذا أورده مختصرًا وأشار بذلك إلى ما وقع في
بعض طرقه مما يناسب ترجمته.
(٢) "العين" ٤/ ٨٣ باب الهاء والراء و (وايء) معهما.
(٣) لم أقف عليه في "غريبه" وذكره ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث" ٢/ ٢٨٦.
(٤) "تفسير الطبري" ١١/ ٢٣٥ (٣١١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>