للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن البضع والسبعين، فرجعت إلى كتاب الله تعالى، وقرأته بالتدبر، وعددت كل طاعة عدها الله تعالى من الإيمان، فإذا هي تنقص عن البضع والسبعين، فضممتُ إلى الكتابِ السنةَ وأسقطت المُعَاد، فإذا كل شيء عده الله ورسوله من الإيمان بضع وسبعون لا يزيد عليها ولا ينقص، فعلمت أن مراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا العدد في الكتاب والسنة.

التاسع: الحديث ناصٌّ على إطلاق اسم الإيمان الشرعي عَلَى الأعمال وقد سلف بيان هذا.

العاشر: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ"، وفي رواية أخرى في "الصحيح": "الحياء من الإيمان" (١)، وفي أخرى: "الحياء لا يأتى إلا بخير" (٢)، وفي أخرى: "الحياء خير كله" (٣). فالحياء: ممدود هو الاستحياء (٤).

قَالَ الواحدي (٥) عن أهل اللغة: الاستحياء من الحياء، واستحيا


(١) ستأتي برقم (٢٤) كتاب الإيمان، باب: الحياء من الإيمان.
(٢) ستأتي برقم (٦١١٧) كتاب الأدب، باب: الحياء.
(٣) رواه مسلم (٣٧) كتاب الإيمان، باب: بيان عدد شعب الإيمان.
(٤) قاله الجوهريُّ في "الصحاح" ٦/ ٢٣٢٤.
(٥) هو الإمام العلامة أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن على الواحدي النسابوري، ولد بنيسابور، سمع التفسير من أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، وسمع النحو من أبي الحسن الضرير، وأخذ اللغة عن أبي الفضل أحمد بن محمد بن يوسف العروضي، ومن تلاميذه أحمد بن عمر الأرغياني، وعبد الجبار بن محمد الخواري، وطائفة أخرى. له من المصنفات: في التفسير ثلاثة كتب: "الوجيز"، "الوسيط"، "البسيط" و"أسباب النزول"، وله كتاب "الدعوات"، "المحصول"، "المغازي" وغيرها الكثير، توفي بنيسابور سنة ٤٦٨ هـ.
انظر: "الكامل في التاريخ" ١٠/ ١٠١، "وفيات الأعيان" ٣/ ٣٠٣ - ٣٠٤ (٤٣٨) و"سير أعلام النبلاء" ١٨/ ٣٣٩ - ٣٤٢ (١٦٠)، "مرآة الجنان" ٢/ ٩٦ - ٩٧، =