كانت بي بواسير: هي تورُّم في أسفل المخرج داء معلوم بالباء، ومثله في الحديث الآخر عنه: كان مبسورًا: أي به الباسور كذا عند كافة الرواة في الموضعين، ورواه بعضهم: منسورًا: بنون في حديث عبد الصمد أي به ناسور، وهو بمعنى قريبًا من الأول إلا أنه لا يسمى باسورًا بالباء إلا إذا جرى وانفتحت أفواه عروقه من خارج المخرج.
[(ب س ط)]
قوله: بيده القَبْضُ والبَسْط ويبسط يده لمسيء النهار: الحديث البسط هنا عبارة عن سعة رحمته ورزقه، قال الله تعالى ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ﴾ [الشورى: ٢٧]، وقَبْضُ ذلك تقتيره وحرمانه من أراد بحكمته، ومن أسمائه تعالى: القابض الباسط وهو من هذا، وقيل: قابض: يقبض الأرواح بالموت وباسطها في الأجساد بالحياة، وقيل: قابض الصدقات من الأغنياء وباسط الرزق للفقراء، وقيل: قابض القلوب أي مضيقها وموحشها، وباسطها: أي مؤنسها. وجميع هذا يتأول في قوله: بيده القبض والبسط. ويصح فيه.
وقوله: في فاطمة: فيبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها: أي يسرني ما يسرها ويسوءُني ما يسوءها، لأن الإنسان إذا سر انبسط وجهه واستبشر وانبسطت خلقه، وبضده إذا أصابه سوء أو ما يكرهه.
وقوله: بسط لنا من الدنيا ما بسط: أي وسع، وقوله: انبسط إليه: أي هش له وأظهر له البِشْر.
[فصل الاختلاف والوهم]
في صفته ﵇: كان بَسْط الكفين، كذا لأكثرهم، ولبعضهم: سبط، بتقديم السين، ولبعضهم: بسيط. وشك في الحرف المروزي وقال: لا أدري سبط أو بسط. وكلاهما صحيح لأنه روي: شثن الكفين: أي غليظهما، وهذا يدل على
سعتهما وكبرهما، وروي سائل الأطراف. وهذا موافق لمعنى بَسْط.
في الموطأ في النهي عن إصابة الرجل أَمَة كانت لأبيه قوله: فلم أنبسط لها. كذا ليحيى من الانبساط، ولغيره: فلم أنتشط. من النشاط، وكلاهما صحيح المعنى متقاربه، وتقدم الخلاف في يبسون، وفي بواسير في مواضعهما حسبما اقتضاه الشرح.
[الباء مع الشين]
[(ب ش ر)]
وقوله: ولحمي وبشري. هي جلدة الوجه والجسد، واحدها بشرة والجمع بَشَر، كلها بفتح الشين.
ومنه: حتى أروى بشرته: يعني بلغ الماء من شعره إلى جلدة رأسه، والبِشْر طلاقة الوجه، والبُشرى بالضم ما يبشر به الإنسان من خير، وهي: البِشارة بالكسر، والبُشارة بالضم، ما يُعطى البشير. وكثير من هذه الألفاظ في الحديث مكررة.
[(ب ش ع)]
وقوله: وهي بشعة في الحلق. أي كريهة الطعم.
[(ب ش ق)]
قوله: بَشَق المسافر: بفتح الباء والشين، كذا قيده الأصيلي، وقال صاحب المنضد فيه عن أبي عبيدة: بَشِق المسافر: بكسر الشين أي تأخر، وقال غيره: مل. وقيل: ضعف، وقيل: حبس، وقيل: هو مشتق من الباشق: طائر لا يتصرف إذا أكثر المطر، وقيل: ينفر الصيد ولا يصيد. وقد جاء مثل هذا الحديث في مصنف ابن السكن في الاستسقاء: فلما رأى لَثَقَ الثياب: أي بَلَلَها والتصاقَها وتطينَها، واللثق بالفتح: ماء وطين مختلط، فعلى هذا يشبه أن يكون: لَثَق المسافرُ: أي وقع في اللثق، أو أضرّ به اللثق. والله أعلم.
[(ب ش ش)]
قوله في الإيمان حين تخالط بشاشتُهُ القلوب: بفتح الباء، ومعنى ذلك أنسه ولطفه، ورواه الحموي والعذري والمستملي وابن سفيان: حتى يخالط بشاشةَ القلوب، جعل الإيمان فاعلًا والأول أوجه وأولى. وفي حديث ابن عوف: فرأى عليه بشاشة العروس. في بعض