في باب: إذَا رَأَيْتُم الهلالَ فَصُومُوا عني: بضم الغين، كذا للأصيلي والقابسي ولأبي ذر: غبي بفتحها أي: خفي، وقد ذكرناه في بابه.
وقوله: يستسقى الغمام بوجهه هو السحاب. قال نفطويه: هو الغيم الأبيض، سمي بذلك لأنَّه يغم السماء أي: يسترها. وقيل: سمي بذلك من أجل لقاحه بالماء؛ لأنَّه يغمه في جوفه. قال شمر: ويجوز أن يسمى غمامًا من أجل غمغمته وهو صوته، والغمام واحد وجماعة واحدتها غمامة. في كتاب النكاح، في الهدية للعروس قول أنس في خبر الذين أطالوا الجلوس عند النبي ﵇ في وليمة زينب، فجعلت أغتم لذلك مشدد الميم أي: أصابني الغم لتأذي النبي ﵇ بذلك، ورأيت بعض الشارحين قد اختلط عليه ضبطه، حتى لم يعرف معناه. وقال: أظنه أعتم بعين غير معجمة وتاء مكسورة مخفف الميم، وفسره بمعنى أبطئ ولا معنى له هنا. وإنما أراد أنس أنه اغتم لاغتمام رسول الله ﷺ، وشغل سره بالذين قعدوا يتحدثون في بيته، وتأذيه من ذلك واستحيائه منهم، كما قال تعالى ﴿إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ﴾ [الأحزاب: ٥٣] الآية، ومنه قوله في حديث آخر: مغمومًا. وقوله تعالى ﴿مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ﴾ [آل عمران: ١٥٤] وسمي غمًّا لاشتماله على القلب.
وقوله: تأتي البقرة وآل عمران كأَنهما غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ بميمين في الأول وياءين باثنتين تحتهما في الثاني هما بمعنى.
[(غ م ص)]
قوله: أغمِصه: بكسر الميم أي: انتقده وأعيبه، والغمص عيب الناس واستحقارهم، وأصله الطعن بالقول السوء.
وقوله: لا أرى إلا مغموصًا عليه أي: مطعونًا عليه بالنفاق.
وقوله: في أم سليم وهي أم أنس الغميصاء هي التي في عينها غمص، وهو مثل الرمص،
وهو قذى تقذفه العين. وقيل انكسار في العين، وكانت أم أنس تعرف بالوصفين معًا بالغميصاء والرميصاء، وجاء اللفظان في الحديث في مسلم: بالغين مصغرًا، وفي البخاري: بالراء مصغرًا، وفي هذه الكتب: بالراء مكبرًا وقال بعضهم: إن المشهور أن الغميصاء إنما هي أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم، وأما أم سليم فالرميصاء: بالراء، وهذا الحديث يرد قوله، وقد ذكرناه في حرف الراء.
[(غ م ض)]
قوله: فأغمضه أي: أطبق أجفان عينيه بعضها على بعض، يقال: أغمض الرجل: إذا نام، ومنه: أغمضته عند الموت.
[(غ م س)]
قوله: في حديث الهجرة: وكان غمس يمين حلف، وغمس حلفًا في آل العاصي أي: حالفهم، ومعنى غمس هنا على طريق الاستعارة، وذلك أن عادتهم أن يحضروا عند التحالف جفنة مملوءة طيبًا أو دمًا أو رمادًا، فيدخلون فيها أيديهم ليتموا عقد تحالفهم بذلك، وبذلك سمي بعضهم المطيبين: وبعضهم: لعقة الدم. وجاء هذا الحرف في كتاب عبدوس: بعين مهملة ولا وجه له.
وقوله: واليمين الغموس: بفتح الغين قيل: هي التي يقطع بها الحق. وقال الخليل: التي لا استثناء فيها. قيل: سميت بذلك لغمس صاحبها في المآثم. وقيل: في النار.
[(غ م ي)]
قوله: فلما أغمي عليه أي: غشي عليه. قال صاحب الأفعال: يقال: غمي عليه غمي وأغمي عليه، إذا غشي عليه. قال غيره: والرباعي أفصح.
[الغين مع النون]
[(غ ن ث ر)]
قوله: يا غنثر: بضم الغين والثاء المثلثة، وبعضهم: يفتح الثاء، وبالوجهين قيدنا الحرف عن أبي الحسين وغيره والنون ساكنة، وذكر الخطابي فيه عن النسفي: فتح العين المهملة وتاء باثنتين فوقها، وفسره بالذباب الأزرق والصحيح الأول ومعناه فيهما: يا لئيم يا دني، تحقيرًا له، وتشبيهًا بالذباب، والغنثر ذباب. وقيل: هو مأخوذ من الغثر وهو السقوط. وقيل: هو بمعنى يا جاهل، ومنه قول