للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّاس وَمَا اجْتَمعُوا عَلَيْهِ فِي الْإِمَارَة وَقيل هم أهل الْعلم وَقَوله فأجمعت صدقه أَي عزمت عَلَيْهِ واعتقدته وَمِنْه فَلَمَّا أجمع على إجلائهم يَعْنِي يهود أَي عزم يُقَال أجمع الرجل أمره وَأجْمع عَلَيْهِ وعزم بِمَعْنى قَالَه نفطويه وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم أجمع أمره جعله جَمِيعًا بعد أَن كَانَ مفترقا وَمثله فِي الْمُسَافِر إِذا أجمع مكثا وَمَا لم يجمع مكثا وَفِي الصَّائِم إِذا أجمع الصّيام قبل الْفجْر كُله بِمَعْنى نَوَاه وعزم عَلَيْهِ وَقَوله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سبعا جَمِيعًا وثمانيا جَمِيعًا يَعْنِي الْمغرب مَعَ الْعشَاء وَالظّهْر مَعَ الْعَصْر وَقَوله مستجمعا ضَاحِكا وَوَجهه ضحكا مَعْنَاهُ مُقبلا على الضحك.

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

قَوْله يبرد المَاء فِي أشجاب لَهُ على جمارة من جريد كَذَا للسمرقندي بجيم مَضْمُومَة وَمِيم مُشَدّدَة ولسائر الروَاة على حمارة بحاء مُهْملَة مَكْسُورَة وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول خطا وَوهم وَكَانَ فِي كتاب ابْن عِيسَى على حمَار مُذَكّر بِغَيْر تَاء والحمارة هِيَ الأعواد الَّتِي تعلق فِيهَا الْقرب وأواني المَاء قَالَه ابْن دُرَيْد

وَقَوله فِي حَدِيث رجم الْيَهُودِيين فِي كتاب مُسلم نسود وُجُوههمَا ونجملهما بِضَم النُّون وبجيم كَذَا رِوَايَة السجْزِي قَالُوا فِي مَعْنَاهُ نطيفهما على ظُهُور الْجمال وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ نحملهما بِفَتْح النُّون وحاء مُهْملَة وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم وللباقين نحممهما وَهُوَ بِمَعْنى نسود وُجُوههمَا وَكَذَا فِي البُخَارِيّ

وَقَوله هَذَا الْجمال لَا جمال خببر كَذَا فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي بِالْجِيم مَكْسُورَة ولكافتهم بِالْحَاء ذَكرْنَاهُ فِي بَابهَا

وَقَوله فِي تَفْسِير حم السَّجْدَة وَخلق الْجبَال وَالْجمال وَالْإِكْرَام وَمَا بَينهمَا فِي يَوْمَيْنِ كَذَا لَهُم بِكَسْر جِيم الْجمال وَعند الْأصيلِيّ بِفَتْحِهَا وَكِلَاهُمَا لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه وَأرى فِيهِ تغييرا وَوَجَدته محوقا عَلَيْهِ فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ وَلَعَلَّه الْجبَال تكَرر مرَّتَيْنِ فِي الأَصْل أَو يكون الثَّانِي الشّجر أَو البحور فَغير فقد جَاءَ ذَلِك فِي أَحَادِيث مَعْرُوفَة وَذكر مُسلم الْجبَال يَوْم الْأَحَد وَالشَّجر يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالَّذِي جَاءَ فِي الْأَحَادِيث كلهَا أَنه خلق الدَّوَابّ يَوْم الْخَمِيس

وَقَوله فِي بَدْء الْوَحْي جمعه لَك صدرك كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ بِسُكُون الْمِيم وَضم الْعين وَعند أبي ذَر جمعه لَك فِي صدرك وَعند النَّسَفِيّ جمعه بفتحهما صدرك

وَقَوله إِذا صلى جَالِسا فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ هِيَ رِوَايَة أَكثر الشُّيُوخ وَعند بَعضهم أجمعيين نصبا على الْحَال وَالْأول على نعت الضَّمِير

وَقَوله فِي حَدِيث عَليّ وَحَمْزَة فَبَيْنَمَا أَنا أجمع لشار فِي مَتَاعا إِلَى قَوْله وجمعت حَتَّى جمعت مَا جمعت كَذَا لكافة الروَاة لمُسلم فِي جَمِيع النّسخ إِلَّا أَن العذري والطبري قَالَا حَتَّى كَمَا تقدم والسمرقندي والسجزي قَالَا حِين مَكَان حَتَّى وَالْكَلَام كُله مختل قَالَ بَعضهم أرَاهُ وَجئْت حِين جمعت مَا جمعت

قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الْخمس فَرَجَعت حِين جمعت مَا جمعت وَذكر الْحميدِي هَذَا الحَدِيث فِي مُخْتَصر الصَّحِيحَيْنِ فَقَالَ وَأَقْبَلت حِين جمعت مَا جمعت وَهُوَ كُله صَوَاب الْكَلَام وَبِمَعْنى مَا قَالَ بَعضهم وَذكره البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْمَغَازِي بِإِسْقَاط جمعت أَولا وَكَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم وَالْكَلَام كَذَلِك يسْتَقلّ أَيْضا

وَفِي أواني الْمَجُوس قَوْله فِي حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور وَأبي بكر بن إِسْحَاق يأتوننا بالسقاء يجملون بِالْجِيم فِيهِ الودك أَي يذيبونه وَقد فسرناه كَذَا لبَعْضهِم وَعند أَكثر شُيُوخنَا يجْعَلُونَ بِالْعينِ وَالْأول أعرف

قَوْله) لَا يسْأَلُون النَّاس إلحافا

(فَضرب رَسُول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>