معناه: أنه شديد الخوف والذعر، كمن يخشى أن يقع عليه شيء وكقوله ﴿يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ﴾ [المنافقون: ٤] وهذا ضعيف.
[فصل في معنى حتى ورفع الإشكال والاختلاف والتغيير في حين وحتى وحيث في هذه الأصول]
في المغازي: كان الرجل يجعل للنبي ﷺ النخلات حتى افتتح قريظة، كذا للكافة، وهو الصواب والمعروف في غير هذا الكتاب، وعند أبي الهيثم، وعبدوس، والقابسي في هذا الباب، حين مكان حتى وهو خطأ ووهم، وصوابه: حتى.
وقوله: في التفسير: لما نزلت ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ﴾ [الأنفال: ٦٥] شُقَّ ذلك على المسلمين حتى فرض عليهم، كذا للجرجاني، وهو وهم، وصوابه رواية الجماعة حين فرض عليهم، ومثله في حديث عتبان، فلم يجلس حتى دخل البيت، كذا لجميع الرواة. قال بعضهم: لعل صوابه حين دخل البيت وأري الأول وهما في باب: من اشترى هدية من الطريق عن ابن عمر، وأهدى هديًا مقلدًا، اشتراه حين قدم فطاف بالبيت، كذا لكافتهم، وعند الأصيلي حتى قدم وهو الصواب، أي سار حتى قدم أو لم ينحره، حتى قدم في فضل العتق.
قال: فانطلقت حتى سمعت الحديث من أبي هريرة، كذا للجميع. وعند الطبري: حين سمعت وليس بشيء والصواب الأول، وعليه يدل الكلام قبله وبعده. وفي التيمم: فنام رسول الله ﷺ حتى أصبح، كذا في الموطأ من رواية يحيى والقعنبي، وكذا رواه مسلم عن ابن القاسم، عن مالك. ورواه البخاري عنه في التفسير: فنام رسول الله ﷺ حين أصبح على غير ماء، وكذا رواه عن التنيسي في رواية المروزي، وعند الجرجاني: فقام حتى أصبح وليس بشيء. وعند ابن السكن: فنام حتى أصبح مثل رواية يحيى وهو الصواب. وفي المساجد التي على طرق المدينة في مكان بطح سهل، حين تفضي من أكمة دون بريد الرويثة
بميلين، كذا لكافتهم، وللنسفي والحموي حتى وهو وهم. وفي باب النهي عن الصلاة: عند طلوع الشمس في حديث عمرو بن عبسة، صلى صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى ترتفع، كذا لابن ماهان عن مسلم. وللجلودي: حتى تطلع، وعند الطبري: حين ترتفع، والأول أصح.
وقد يتخرج الروايات الأُخر على معنى الأولى في باب التلبية والتكبير غداة النحر، حتى يرمي جمرة العقبة، كذا لجميعهم. وعند أبي الهيثم: حين وهو وهم، والحديث يدل على صحة رواية الجماعة. وفي الحج: ما كانوا يبتدءُون بشيء حتى يضعون أقدامهم من الطواف بالبيت، كذا لأكثر الرواة وفيه نقص وتغيير. وعند بعضهم بياض يدل على نقص الكلام فيه. وعند أبي ذر: حين يضعون أقدامهم من الطواف والاختلال باقٍ، وهو في رواية مسلم متقن صحيح، ما كانوا يبدأون بشيء حين يضعون أقدامهم أول من الطواف بالبيت، وبه يصح الكلام. وفي حديث جابر في الحج: فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلًا حتى غاب القرص، كذا الرواية في جميع نسخ مسلم، قيل: لعله حين غاب القرص وهو مفهوم الكلام. وفي باب التسبيح والتحميد والتكبير قبل الإهلال: ثم ركب حتى استوت به راحلته على البيداء، كذا لجمهورهم. وعند الأصيلي: حين والوجه الأول. وفي حديث علي وحمزة، فجمعت حتى جمعت كذا لهم، وللسجزي والعذري: حين جمعت وهو الصواب، وقدمنا في حرف الجيم: أن صوابه