للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هلكة وويل لمن وَقع فِيهَا وَعَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ الويح بَاب رَحْمَة وَالْوَيْل بَاب عَذَاب وَقيل الويل كلمة ردع وَقد تكون بِمَعْنى الإغراء بِمَا امْتنع من فعله وَقيل الويل الْحزن وَقيل الويل الْمَشَقَّة من الْعَذَاب والويلة مثله يَا ويلتنا وَيَا ويلتي لُغَتَانِ وَقَالَ الْفراء الأَصْل وي أَي حزن وي لفُلَان أَي حزن لَهُ فوصلته الْعَرَب بِاللَّامِ وقدروها مِنْهُ فاعربوها وَقَالَ الْخَلِيل وي كلمة تعجب وَقَالَ الخشنى ويل أمه كلمة تتعجب بهَا الْعَرَب وَلَا يُرِيدُونَ بهَا الذَّم

(وك ا) وَأما قَوْلهم ويكان كَذَا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) ويكأنه لَا يفلح الْكَافِرُونَ

(فَقيل مَعْنَاهُ ألم تَرَ وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ وي مفصولة من كَانَ وَذهب إِلَى أَنَّهَا تَشْبِيه وَمَعْنَاهُ عِنْدِي أما يشبه أَن يكون كَذَا وَقيل وي كلمة يَقُولهَا المتندم المستعظم للشَّيْء وَالْمُنكر لَهُ

الْوَاو المفردة

قَوْله سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك قَالَ الْمَازِني مَعْنَاهُ وَبِحَمْدِك سبحتك وَقَالَ ثَعْلَب مَعْنَاهُ سبحتك بحَمْدك كَأَنَّهُ جعل الْوَاو صلَة وَقد فسرنا معنى سُبْحَانَكَ وَقَوله رَبنَا وَلَك الْحَمد وَفِي بعض الْأَحَادِيث لَك الْحَمد بِغَيْر وَاو وَكَذَا رَوَاهُ يحيى فِي الْمُوَطَّأ وَعند ابْن وضاح وَلَك الْحَمد وَاخْتلفت فِيهِ الْآثَار وَالرِّوَايَات فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكِلَاهُمَا صَحِيح فعلى حذف الْوَاو يكون اعترافا بِالْحَمْد مُجَردا ويوافق قَول من جعل سمع الله لمن حَمده خَبرا وبإثبات الْوَاو تجمع مَعْنيين الدُّعَاء وَالِاعْتِرَاف أَي رَبنَا استجب لنا وَلَك الْحَمد على هدايتنا لهَذَا ويوافق من فسر سمع الله لمن حَمده بِمَعْنى الدُّعَاء

فصل مِنْهُ

قد قدمنَا فِي حرف الْهمزَة فصلا فِي أَو الساكنة وَاو الْمَفْتُوحَة أَو وَكَذَا العاطفة وَضبط مَا وَقع من ذَلِك مِمَّا أشكل أَو اخْتلف فِي الْأَحَادِيث وَقد جَاءَت الْوَاو أَيْضا فِي كثير من الْأَسَانِيد مُخْتَلفا فِيهَا بَين أَن تكون عاطفة مثل فلَان وَفُلَان أَو يكون بدلهَا عَن مثل فلَان عَن فلَان ذكرنَا مِنْهُ فصلا فِي حرف الْعين وَمضى من ذَلِك كُله مَا أزاح الأشكال فِي موَاضعه وَيبين الصَّوَاب من رِوَايَته وَقد جَاءَت أَيْضا وأوات فِي أَلْفَاظ من الحَدِيث أثبتها بَعضهم وسقطها آخَرُونَ وَحملهَا بَعضهم على الْوَهم فَمن ذَلِك قَوْله فِي حَدِيث العضباء فَلم ترغ قَالَ وناقة منوقة كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَصَوَابه سُقُوط الْوَاو وخفضها على النَّعْت أَو تكون وَهِي نَاقَة منوقة كَذَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله فِي النِّسَاء وأنهن أَكثر أهل النَّار فَقيل أيكفرن بِاللَّه قَالَ ويكفرن العشير كَذَا رِوَايَة يحيى بن يحيى الأندلسي عِنْد أَكثر الروَاة عَنهُ وَتَابعه على ذَلِك بعض رُوَاة الْمُوَطَّأ وَالْمَعْرُوف عِنْد عَامَّة رُوَاة الْمُوَطَّأ ابْن الْقَاسِم والقعنبي وَابْن وهب وَغَيرهم قَالَ يكفرن العشير بِغَيْر وَاو وَكَذَا كَانَت فِي رِوَايَة ابْن عتاب من طَرِيق يحيى وَغلط أَكثر الْمُتَكَلِّمين على الحَدِيث والرواة رِوَايَة إِثْبَات الْوَاو لِأَنَّهُ زَعَمُوا أَن فِيهِ إِثْبَات الْكفْر لَهُنَّ وَلم يكفرن كُلهنَّ وَالصَّوَاب غير هَذَا وَإِثْبَات الْوَاو وَالْمعْنَى أَن فِيهِنَّ كافرات استوجبن النَّار بذلك فَلهَذَا أقرّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سُؤال السَّائِل بقوله أيكفرن بِاللَّه فساوين الرِّجَال فِي هَذِه الْخصْلَة ثمَّ زدن عَلَيْهِم بكفرهن العشير فَلهَذَا قَالَ ويكفرن العشير وَلِهَذَا كن أَكثر أهل النَّار وَكَأَنَّهُ قَالَ لَهُ نعم مِنْهُنَّ من يكفر بِاللَّه ومنهن من يكفر العشير فَعِنْدَ الرجل كفر وَاحِد وعندهن كفران وَقد كَانَ بعض شُيُوخنَا يستحسنه ويستصوبه وَقَوله فِي حَدِيث قتل أبي عَامر الْأَشْعَرِيّ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَول أبي مُوسَى فَدخلت عَلَيْهِ يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ فِي بَيت على سَرِير مرمل وَعَلِيهِ فرَاش

<<  <  ج: ص:  >  >>