وأصحاب الصُّفَّة: بضم الصاد وتشديد الفاء، هي مثل الظلة والسقيفة يؤوي إليها. قال الحربي: هي موضع مظلل من المسجد يأوي إليه المساكين. وقيل: سموا أصحاب الصفة لأنهم كانوا يصفُّون على باب المسجد؛ لأنهم كانوا غرباء لا منازل لهم.
وقوله: في أكل المحرم: صفيف الظباء قال مالك: هو قديدها. وقال الكسائي: هو الرشيق يغلي اللحم ثم يرفع.
وقوله: من طير صواف قيل: مصطفاة. وقيل: التي تسيب أجنحتها للطيران.
[(ص ف ق)]
وقوله: الهاني الصفق بالأسواق: بسكون الفاء وفتح الصاد معناه: التصرف في التجارة، والصفق أيضاً: عقد البيع.
وقوله: أعطاه صفقة يده أي: عهده وميثاقه وأصله من صفق اليد على الأخرى عند عقد ذلك، ومنه: صفقة البيع لفعلهم ذلك عند تمامه، ومنه: التصفيق للنساء وسنذكره.
وقوله: الشهر هكذا وهكذا، وصفق بيديه
مرتين، الحديث أي: ضرب بباطن إحداهما على الأخرى، كما قال في الرواية الأخرى، وطبق ورواه بعضهم سفق: بالسين.
وقوله: فسمعت تصفيقها من وراء الحجاب أي: ضرب يدها على الأخرى للتنبيه كما تقدم.
[(ص ف و)]
قوله: إذا قبضت صفيّه أي: حبيبه ومن يعز عليه ويصافيه، وصفوة كل شيء خالصه، وصفي الرجل من يصافيه ويختصه، ويصفي له وده. ومنه في الحديث: اللقحة الصفي، والشاة الصفي أي: الكريمة الغزيرة اللبن والجمع صفايا، ويقال: هم صفوة الله وصفوته، وصفوته: بالفتح والضم والكسر فإذا نزعوا الهاء قالوا: صفو لا غير.
قوله: ما اصطفاه الله لملائكته أي: اختاره واستخلصه.
وقوله: كأنها سلسلة على صفوان أي: صخرة لا تراب عليها، ساكنة الفاء. وفي التوحيد. وقال غيره: على صفوان ينفذهم، ضبطه عن أبي ذر: بفتح الفاء ورأى أن ذلك هو موضع الاختلاف، ولا نعلم فيه الفتح، والخلاف إنما هو في زيادة قوله: ينفذهم بدليل أن النسفي لم يذكر في قول غيره لفظه: صفوان جملة، وإنما قال وقال غيره: ينفذهم ذلك.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: فصفح القوم وأخذ الناس في التصفيح، وأكثرتم من التصفيح، وإنما التصفيح للنساء روي في الأمهات، كذا بالحاء، وروي التصفيق: بالقاف أيضاً، ومعناهما متقارب قيل: هما سواء صفق بيده، وصفح إذا ضرب بإحداهما على الأخرى. وقد جاء مفسراً في آخر كتاب الصلاة من البخاري في الحديث نفسه. قال سهل: التصفيح هو التصفيق. وقيل: التصفيح بالحاء: الضرب بظاهر إحداهما على باطن الأخرى. وقيل: بل بإصبعين من إحداهما على صفحة الأخرى، وهذا للإنذار والتنبيه، والتصفيق بالقاف: الضرب بجميع إحدى الصفحتين على الأخرى، وهو للعب واللهو. وقال الداودي: يحتمل أنهم ضربوا بأكفهم على أفخاذهم، واختلف في معنى الحديث بعد هذا فقيل: هو على جهة الإنكار للجميع، وذم التصفيق وإنه من شأن النساء في لهوهن وإن حكم التنبيه في الصلاة التسبيح لا غير. وقيل: بل هو إنكار على الرجال وإنه من شأن النساء خاصة، لكون أصواتهن عورة، ثم نسخ ذلك بقوله: من نابه شيء في صلاته فليسبح.
وقوله: لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج من صفح هذا الجبل، كذا الرواية في تفسير ثَبَّت: بالصاد، ويشبه أنه سفح بالسين وإن كانا جميعاً صحيحين، صفحه جانبه وسفحه. قال الخليل: عرضه وقال ابن دريد: هو حيث انسفح ماء السيل عنه، وهو أسفل الجبل، وهو الذي يشبه أن تخرج الخيل منه، وأما صفحه فلا مجال للخيل ولا غيرها فيه.
وقوله: ويضرب عن ذكره صفحاً أي: