للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمعروف أي: رجعوا إلى موالاته، بعد مباعدتهم منه لما كان منه.

وقوله: أرَى شَيْطَانَكَ تَرَكَكَ لم أره قربك، كذا ضبطناه في صحيح مسلم والبخاري، وكذا يجب أن يضبط: بكسر الراء إذا كان معدي بفعله أقربه: بالفتح في المستقبل، فإذا لم يعد قلت: قرب الرجل: بالضم، وكذلك قربت من فلان إذا عديته بحرف الصفة، ومن الماء تقول: قرب الرجل الماء: بالفتح إذا طلبه ليلًا فهو قارب، ولا يقال في النهار.

وقوله: ونحن شببة متقاربون، فسره في الحديث الآخر، خالد الحذاء: متقاربون في القراءة، ويحتمل أنهم متقاربون في السن.

وقوله: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، معناه: من رحمته وإجابته.

[(ق ر ح)]

قوله: أصابهم القرح. القرح والقرحة: بفتح القاف وسكون الراء هي ألم الجرح، ثم استعملت في الجرح، والقروح الخارجة في الجسد. وفي كل ألم من شيء. قال الله تعالى ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ﴾ [آل عمران: ١٤٠].

وقوله: حتى قرحت أشداقنا: بكسر الراء أي: أصابتها قروح.

وقوله: الماء القراح: هو الذي لم يشب بغيره من نبيذ ولا عسل ولا شيء، وقال

بعضهم: فيه هنا البارد، وهو خطأ.

[(ق ر د)]

قوله: يقرد بعيره أي: يزيل عنه القراد. وهي دويبة تتعلق بالحيوان معروفة، كذا ضبطه أكثرهم يقرد مثقلًا، ويروى يقرد مخففًا وبالوجهين ضبطناه، ومنه قوله: كان يكره أن ينزع المحرم حلمة أو قرادًا عن بعيره، والحلم: صغار القردان، أو نوع منه.

[(ق ر ر)]

قوله: فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، ويروى الزجاجة. وفي الرواية الأخرى: فيقرقرها في أذنه كقرقرة الدجاجة. وفي الآخر: كما تقر القارورة، وهي بمعنى الزجاجة، كذا ضبطه الأصيلي: يقرها. بضم القاف، وعند غيره: يقرها: بكسر القاف وضم الياء، وصوب بعضهم الأول، وكلاهما صواب على اختلاف التفسير في معناه. فقيل: يرددها في أذن وليه كما تردد الدجاجة صوتها، وهذا على ضم القاف، وكذلك على من فسره أنه يصوت بها كما تصوت الدجاجة. يقال: قرت الدجاجة تقر قرًا. إذا قطعت صوتها، وقرقرت قرقرة إذا رددته، أو كما تصوت الزجاجة إذا حركتها على شيء، أو كما يتردد ما يصب في الآنية، والقارورة في جوانبها، ويصح هذا على الروايتين: الضم والكسر. يقال: قررت الماء في الآنية، وأقررته إذا صببته. قاله صاحب

الأفعال. وقيل: يقرها معناه: يساره بها، ويصح هذا على رواية: ضم القاف. يقال: قر الخبر في أذنه يقره قرًا، اذا أودعه. وقيل: يقره: يودعه فيه، وهذا على رواية الكسر من أقر الشيء يقره، وقد ذكرنا من هذا في حرف الدال، واختلاف الروايات في هذا الحديث، وبيان صوابه، والقارورة هنا واحدة القوارير، وهي أواني الزجاج، ومنه في الحديث الآخر: رِفقًا بِالْقَوَارِير لا تكسر القوارير يعني، النساء، شبههن لضعف قلوبهن بقوارير الزجاج. وقيل: خشي عليهن الفتنة عند سماع الحداء الحسن، ويحتمل أنه أشار إلى الرفق في السير لئلا تسرع الإبل بنشاطها بالحداء فيسقطن عنها، وقد استدل بعضهم على هذا بقوله: لا تكسر القوارير، وهذا اللفظ معرض للتأويل الأول مستعار له.

وقوله: في حديث الإفك، وكان يتحدث به فيقره ولا ينكره: بضم الياء وتشديد الراء أي: يسكت عليه، ويترك الحديث به، فإذا لم ينكره فكأنه أثبته وأقره من القرار والثبات. ومنه الإقرار بالشيء: الاعتراف به كأنه أثبته، ومنه إقرار المحدث لما عنعن عليه إذا لم ينكره. وفي رواية بعضهم: فيقره: بفتح الياء وتخفيف الراء كأنه بمعنى يصححه ويمكنه، وفي الحديث نفسه: وقر في أنفسكم أي: تمكن وثبت، ومنه: الوقار، وهو التثبت والسكينة.

وقوله: قرأت على

<<  <  ج: ص:  >  >>