قول أبي بكر للنبيُّ ﷺ: أحث يا رسول الله في أفواههن التراب، وإنما أنكر عليهما كثرة الكلام والمقاولة وارتفاع الصوت في باب وصل الشعر وزوجها يستحثها، كذا للكافة وعند بعض الرواة يستحسنها وهو تصحيف والأول الصواب، وقد فسرناه في دعاء النبي ﵇ على قريش وكان يستحب ثلاثًا يعني يلح الدعاء ويعجل كذا لكافة الرواة وعند السمرقندي يستحب بالباء واحدة، وهو غلط والأول الصواب كما قال في غير هذا الحديث، يكرر كلامه ثلاثًا.
[الحاء مع الجيم]
[(ح ج ب)]
قوله: في صفة الله تعالى: حجابه النور أو النار ويرفع الحجاب أصل الحجاب التستر. وفي صفة الله تعالى راجع إلى ستر الأبصار ومنعها من رؤيته، والحجاب حقيقة في الحلقة قال الله تعالى ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: ١٥].
وقوله: في دعوة المظلوم: لَيْسَ بَيْنَها وَبَيْنَ الله حِجَابٌ معناه، أنها مسموعة متقبلة، والله تعالى متقدس أن تحيط به حُجُب، أو تحول دونه حُجُب إذ هي صفة المخلوقين إلا في حقهم بحجب أبصارهم ومنعها، حتى متى رفع تلك الحُجُب عن الأبصار، من ظلمة أو نور أبصره من أراده من المؤمنين وخاصة عباده. وفي الموطأ، في بيع المكاتب: وأن ماله محجوب، كذا هو بالباء لابن وضاح، وبعض الرواة وأكثرهم عن يحيى يقول: محجور، وكلاهما بمعنى أي: ممنوع عنه، والحجر المنع.
وقوله: إذا طلع حاجب الشمس أي بدت
ناحية منها وحرفها الأعلى، وحواجبها:
نواحيها. وقيل: هو أعلاها. قيل: شبه أول بدوّه بحاجب الإنسان.
[(ح ج ج)]
قوله: فحج آدم موسى: أي غلبه بالحِجَّة وظهر عليه.
وقوله: سارق الحجيج هم الحجاج، وكذلك الحج بالكسر، وأما الحَج: بالفتح فالعمل فيه، وأصله القصد والإتيان مرة بعد أخرى. وقيل: الحج الاسم والمصدر، ويوم الحج الأكبر، يوم النحر. وقيل: يوم عرفة، وذو الحجة: بفتح الحاء، ولا يجوز فيه الكسر عند أكثرهم، وأجازه بعضهم. وأما اسم الحج فالحجة: بالفتح والمرة الواحدة منه حِجة بالكسر، ولم يأتِ فعله بالكسر في المرة الواحدة إلا في هذا، والباب كله فعلة.
وقوله: في حجاج عينه: يقال: بكسر الحاء وفتحها وهو العظم المستدير بها.
وقوله: فأنا حجيجه، وامرؤ حجيج نفسه: أي محاجه ومناظره.
[(ح ج ر)]
قوله: فأجلسه في حجره، وأنخنت في حجري هذا بفتح الحاء وكسرها وسكون الجيم وهو الحضن والثوب.
وقوله: في حجر ميمونة، ويتيمين في حجر سعد بن زرارة، في حجر عائشة هذا كله بالفتح لا غير أي: في تربيتهم وتحت نظرهم، وفي حضانتهم، فإذا كان المراد به الثوب والحضن فبالوجهين، وإن أريد به الحضانة: فالفتح لا غير، وإذا أُريد به المنع فالفتح في المصدر، والكسر في الاسم لا غير. وحجر الكعبة معلوم بالكسر لا غير. وفي العقل: حجر مثله لا غير. قال الله تعالى ﴿قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] وحِجر ثمود المذكور في القرآن، والحديث بالكسر لا غير وهي: مداينها، وفي الحديث: به الحُجَر بضم الحاء وفتح الجيم، جمع حجرة وهي: البيوت، ومنه حجر أزواج النبي ﷺ، ومثله: مما يلي الحجر. قال الله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ﴾ [الحجرات: ٤] ومنه احتجر النبي ﷺ حجيرة بخصفة، على التصغير: أي اتخذ حجرة صغيرة سترها بحصير، ومنه في الحصير ويحتجره بالليل ويبسطه بالنهار.
وقوله: فجلس حجرة بفتح الحاء وسكون الجيم، وتطوف حجرة أي: