ذكره البخاري في باب: من قتل له قتيل ومسلم إما أن يؤدي وإما أن يقاد، وهذا موافق للرواية الأولى، وذكره مسلم: إما أن يفدي وإما أن يقتل، وذكره أيضاً إما أن يعطي يعني: الدية، وإما أن يقاد أهل القتيل وكله بمعنى.
[الفاء مع الذال (ف ذ ذ)]
قوله لا يدع شاذة ولا فاذة، وإلا هذه الآية الجامعة الفاذة، ويروى: الفذة وفاذة بمعنى: شاذة سواء، وكذلك فذة وكله بمعنى منفرد أي: لا يدع أحداً ولا من شذ وانفرد، ولا يسلم منه من خرج عن جماعة العسكر، ولا من فيه، وإنما هي عبارة عن المبالغة أي: لم يدع نفساً إلا قتلها واستقصاها، وهو مثل، يقال ذلك لمن استقصى الأمر أي: لم يترك ما وجد واجتمع ولا ما فذ وانفرد. قال ابن الأعرابي: يقال: ما يدع فلاناً شاذاً ولا فاذاً، إذا كان شجاعاً لا يلقاه أحد إلا قتله، ومعنى الآية الجامعة الفاذة أي: العامة لجميع أفعال الخبر بقوله ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧] إلى آخرها، فعم في الحمر ما فسره ﵇ في الخيل وغير ذلك، ومعنى الفاذة: المنفرد العلية المثل في بابها.
وقوله: صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذّ منه أي: المنفرد المصلي وحده، ولغة عبد
القيس: فيه فنذ بالنون وهي غنة، وكذا يقوله أهل الشام.
[فصل الاختلاف والوهم]
وقع في رواية القابسي والأصيلي على المروزي في حديث قتيبة في غزوة خيبر: لا يدع شاذة ولا قاذة: بالقاف. قال الأصيلي: وكذا قرأته على أبي زيد، وضبطه في كتابه ولا وجه له وهو تغيير، وإن كان قد قال بعضهم: لعله بدال مهملة بمعنى جماعة، وقادة من الناس: جماعة، ومنه ﴿كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا﴾ [الجن: ١١] والذي عند النسفي والجرجاني وغيرهما: فاذة كما لهم في غير هذا الموضع من البخاري، وفي مسلم وغيره من الأمهات، إلا أنه وقع للقابسي في حديث القعنبي بالنون، وللكافة فاذة: بالفاء، وله وجه يقرب أي: شاردة، لكن المعروف الفاء، وما أري هذا كله إلا وهماً، إذ المثل المضروب: بالفاء معلوم مشهور.
وقوله: في كتاب الأدب في البخاري، في حديث محيصة: ففداهم رسول الله ﷺ من عنده، كذا في جميع النسخ، وهو وهم وصوابه: فوداه كذا في الموطأ ومسلم.
[الفاء مع الراء]
[(ف ر ث)]
قوله: يعمد إلى فرثها، الفرث: ما في الكرش، ومنه قوله تعالى ﴿مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ﴾ [النحل: ٦٦].
[(ف ر ج)]
قوله: عليه فرّوج حرير: بفتح الفاء وتشديد الراء، ويقال: بتخفيفها أيضاً هو القباء الذي فيه شق من خلفه، وكذا فسره البخاري. وقولها: مثلك يا أبا سلمة مثل الفروج: بضم الفاء وتشديد الراء لا غير، وهو الفتى من ذكور الدجاج معروف.
وقوله: فرج سقف بيتي أي: فتح فيه، فتح بتخفيف الراء على ما لم يسم فاعله، وفرج صدري أي: شقه وفتح فيه، كما جاء في رواية أخرى: فشق وفرّج بين أصابعه أي: فتح بينها وفرقها وبددها، وفرج بين يديه أي: فرقهما ولم يتضام، وإذا وجد فرجه نصّ بضم الفاء أي: سعة من الأرض، وقد ذكرنا اختلاف أصحاب الموطأ فيه الفرجة: الخلل بين الشيئين وجمعها فُرج بضم الفاء فيهما. ويقال: فرج في الواحد: بفتح الفاء وسكون الراء أيضاً، ولعل الله يفرجها عنكم أي: يوسعها، وكذلك ففرج لنا منه فرجة ثلاثي، والوجه هنا: بالضم من السعة ومنه، فما فرجوا عنه حتى قتلوه أي: ما أقلعوا وتنحوا، والفروج: الخلل بين الأصابع، وأما من الراحة. فالفرج بفتحهما، ويقال فيه فرجة: بفتح الفاء وسكون الراء أيضاً
ومنه: من فرج عن مسلم كربةً أي: أراحه منها وأزالها مشدداً، ومنه قول الشاعر:
له فرجة كحل العقالِ
وقوله: في فتح المدينة الروم، فتفرج لهم أي: تتسع وتنفتح، وفي الاستصحاء إلا تفرجت يعني السحاب